ولد الشيخ
"حماد علي الأسعد" في بيت ريفي من ناحية "الشدادي"، بيتٌ كان ومازال مجمعاً تربوياً وثقافياً وطنياً ليس لأبناء قبيلة "الجبور الزبيدية القحطانية" فقط، بل للكثير من أبناء القبائل الأخرى».
كلمات للشيخ "محمود عبد الحميد الدحام السلطان"
حول شخصية الشيخ "حماد علي الأسعد" وأضاف أيضاً: «في هذا الجو أبصرت عيني الشيخ "حماد" نور الدنيا، ليشب بعدها ويترعرع وهو ينهل من هذا المعين الطيب الذي زاد من صقل شخصيته، ليكون بعد سنوات معدودة صاحب نظرة ثاقبة، ذكياً، سريع البديهة، إضافة لخصال الكرم والرجولة، وحسه العالي بالوطنية، وعندما أصبح في سن السابعة عشرة تقلد مقاليد المشيخة بعد وفاة أخيه الشيخ "حامد علي الأسعد" والذي كان بدوره يشغل منصب مديراً لناحية "الشدادي"، عندها أصبح الشيخ "حماد" شيخ "الجبور" في المنطقة الجنوبية الشرقية من الجزيرة السورية ومضى على خطا والده وأخيه في خدمة الوطن والمواطن».
وعن مواقف الشيخ "حماد" الجليلة بين "السلطان": «للشيخ "حماد" مواقف جليلة كثيرة وعصا على الزمن محوها وسأستشهد بموقفين منها فقط لأن مواقفه تحتاج إلى مجلدات، وهما: كان الشيخ "حماد" من السباقين في
|
نجله همام والدلال من ورائه |
حقن الدماء، فقد كان له الأثر الأكبر في حقن دماء عشيرتين في جنوب "الحسكة" بعد اقتتال دام أكثر من شهر وخلافات استمرت لأشهر ولا أريد هنا أن أذكر وأشهر باسم العشيرتين لحساسية الموقف، لكننا نريد العبرة فقط، أما الموقف الثاني فهو حبه وتشجيعه للعلم حيث كان يصرف على أكثر من طالب من فقراء منطقته في مراحل دراستهم الإعدادية والثانوية وحتى الجامعية رغم عدد أولاده الكثير، بل أحياناً يزورهم في الجامعة عندما يذهب إلى مدينة "حلب" أو يرسل في طلبهم، واليوم أحد هؤلاء الطلاب يعتلي منصب مسؤولية بالمحافظة وكل أهل منطقته يعرف ويشهد بذلك».
أما الأديب "محمد سعيد الغربي" فقال: «كان الشيخ "حماد" كما كان أخوه وأبوه وجده كبار الأفاضل وهم يمثلون مشيخة الجنوب لقبيلة "الجبور" العربية، ومركزه كان مدينة "الشدادي" التي اقترن اسمها كثيراً ببيت "الأسعد"، مارس المغفور له العمل السياسي مبكراً وكان من الرعيل القومي
|
ديوانه العامر |
الأول، وتحمل الكثير بسبب مواقفه السياسية والقومية، كان يمتاز بالأريحية الفائقة والكرم العربي الأصيل، كانت داره وديوانه ملتقى للقادمين إلى "الحسكة" والمغادرين، كان يشرف بنفسه على إكرام ضيوفه وتأمين حاجياتهم، صاحب نكتة، محباً للفن والجمال».
من جانبه "همام حماد الأسعد" نجل الشيخ "حماد" قال: «ولد الشيخ "حماد" عام /1925/ في منطقة "الشدادي" التي تبعد /60/ كم عن مدينة "الحسكة" جنوباً، وتوفي عام /2005/، ثمانون عاماً قضاها في خدمة وطنه ومجتمعه، وإن شهادتي بشخصية والدي مجروحة، إلا أنني سأحاول إيصال المعلومة المطلوبة بكل أمانة وموضوعية.
لم يبخل الشيخ "حماد" قط في تقديم المشورة والنصيحة لأحد، كان صاحب نكتة حاضرة، كان أريحي الصدر وصاحب شخصية قوية ومع ذلك كان صديقاً للأطفال حيث يحن ويعطف عليهم، كان من السباقين إلى فض النزاعات القبلية، لقب بـ"السياسي الأمي" من قبل الأستاذ "جلال السيد" حيث سجلت له مواقف وطنية عديدة، كانت
له صداقات كثيرة من شخصيات سياسية على مستوى عال من الأهمية في سورية وخارجها، زرع في أولاده الستة عشر الكثير من صفاته».