د. علي الدباغ .. رويدك لاتعجل !

اياد الصالحي
Ey_salhi@yahoo.com
لا نشأ هنا استعراض فنون الخيال لامتطاء مقترحات تجنح خارج النص ، ولا محاولة ارباك عمل لجنتك الموقرة التي تتقلب في جس نبض تحركاتها المحلية والخارجية من اجل استقرار ردة فعل الآخرين وبناء افكار جديدة تكون جسراً للعبور الى ضفة انتخابات اتحاد الكرة ، آخر معاقل التحدي في المشروع الرياضي بترسيخ الديموقراطية على نقطة جزاء ملعب الهيئة العامة لتسجيل هدف الفوز بانتخاب نزيه ، بل نسعى معك لوضع أسس نجاح الانتخابات لما بعد اجرائها ، وماذا يمكن ان تتسبب العُجالة فيما لو اهملنا مسائل غاية في الاهمية وتعد اركان استمرار انشطة اللعبة مستقبلا.
احترامك الشديد لموعد تمديد ( فيفا) للاتحاد العراقي لكرة القدم حتى 31 تشرين الاول المقبل موضع احترام الوسط الكروي ايضا،

الا انه ليس موعداً مقدساً في خضم حالة التيه والتجاذبات التي ترمي الى إحراق كارتات بعض المرشحين ، وعدم وضوح الرؤية الكاملة بشأن آلية وضوابط إجراء الانتخابات ، وضبابية الوصف الحقيقي للهيئة العامة الذي خضع هو الآخر للاجتهاد من اعضاء الاتحاد انفسهم ما اثار حفيظة اشخاص خارج الوصف ، يشعرون بأنهم جزء مهم من المنظومة الكروية .
كما لا يمكن إغفال الاستياء الذي ابدته لجنتك ازاء فوز ممثلي لجان المدربين واللاعبين الدوليين القدامى والحكام من دون إشراف وزاري او قضائي ، يعني عدم الاعتراف بانتخاباتهم ما يستدعي إعادة النظر في الكيفية التي اقدم عليها اتحاد الكرة لاختيار الهيئة العامة الصغرى للجان الثلاث وبالتالي لابد من اعادتها لاحقاً وفق ما يستجد من تغيير شامل لملف اتحاد الكرة على مستوى الافراد المسموح لهم بالترشيح والدخول ضمن الهيئة العامة الكبرى للاتحاد .
وهناك مسألة اخرى طافت على سطح ازمة الانتخابات وشهدت تراشقات اعلامية ساخنة اعرب اصحابها عن رفضهم لقرار اتحاد الكرة بزيادة فرق الدوري الممتاز من 27 الى 43 فريقاً في موسم 2010 – 2011 ، وهو قرار جيّر لقناعة الهيئة العامة التي عقدت اجتماعها الاخير في محافظة بابل ، ونرى ان هذا الرقم الذي يعطينا ملخصاً واقعياً عن مدى التخبط واللا توازن في مجلس ادارة الكرة بمنحه (مكرمة سخية) لأندية الظل ، يُدخل الدوري العراقي موسوعة غينيس العجيبة في حال تطبيقها!
والغرابة هنا ان صلاحيات أعضاء الاتحاد نفدت في الثلاثين من حزيران الماضي ولم يلزمهم احد بالقول : قفوا لا يجوز لكم استغلال التمديد الثاني بإصدار قرارات مهمة تلقي بآثار سلبية على الكرة العراقية طالما ان تنفيذها يقع ضمن الدورة الانتخابية الجديدة التي لا يحق ان ترسموا مستقبل اللعبة قبل ان تتسنم الادارة المنتخبة المهمة رسمياً وشرعياً ! ألا يؤكد هذا وجود مداهنة وسوء نية لشراء أصوات أعضاء جدد عبر منح انديتهم مفاتيح ( جنة) الممتاز؟
لما تقدم ، نقترح ان تبادر يا دكتور الى تشكيل لجنة انتقالية لإدارة شؤون اللعبة ، ويفاتح ( فيفا) لاستحصال الموافقة على تأجيل الانتخابات حتى نيسان عام 2010 ، وتتولى اللجنة الانتقالية ترتيب بيت الكرة بتروٍ وبإشراف متواصل من لجنتك ، مع الأخذ في الحسبان إطلاق دوري الكرة بالعدد نفسه وفق قاعدة هبوط الفرق وصعودها لهذا الموسم فقط التزاماً بتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي عمم على جميع الاتحادات الأهلية بأن ينطلق الدوري في شهر آب وينتهي في شهر أيار من العام المقبل ، ويتم الاستئناس بآراء شخصيات عراقية رياضية سبق ان عملت في الاتحادين المحلي والآسيوي وتمتلك من الخبرة ما يؤهلها للمشورة في كتابة مسودة الانتخابات التي نريدها مستوفية لجميع الشروط بالشكل الذي تعد مرجعاً أساسيا للدورات الانتخابية المقبلة لا تتلاعب فيها الرؤى والأمزجة والاجتهادات ، وفي الوقت نفسه ستكون مدة الأشهرالستة القادمة بمثابة مراجعة تأملية لمواقف بعض الأشخاص لاسيما من تحوم عليهم شبهات قضائية لا تضمن لهم الحكومة حماية او غطاءً استثنائيا كالذي اشرت اليه في سياق قضية رئيس الاتحاد حسين سعيد ، فإذا كان هناك ملف قضائي يمنع الرجل من الترشيح لرئاسة الاتحاد لدورة ثانية لماذا لا يتم الإعلان عنه بدلا من الايحاءات والايماءات المتكررة والمعززة بحملة واضحة من بعض الصحف التي تسرّبت اليها بين الحين والآخر معلومات تفيد بوجود قضايا قانونية ضد سعيد لدى لجنة النزاهة ، دفعت البعض للتحليل والربط بسيناريو شبيه لما واجهه الامين العام السابق للجنة الاولمبية الوطنية حسين العميدي الذي قُبل ترشيحه للمنصب المذكور ثم تم استبعاده بحجة عدم إتقانه اللغة الانكليزية ، واذا به يجد نفسه خلف القضبان بسبب ملف قضائي فتح منذ سنتين وأدين بمادة ( الإهمال) في عدم متابعة مصير الأموال التي دفعتها الاولمبية لإحدى الشركات التي لم تف بالتزاماتها ازاء العقد في حين ان عملية استرجاع اموال الدولة كانت اكبر من طاقته لاسيما ان الرجل – حسب قوله – ابلغ الجهات الرسمية بوثائق وشهادات تثبت تسلّم الشركة للاموال من دون ان تزود الاولمبية بالتجهيزات المطلوبة.
كما نلفت عنايتك الى بعض الذين دفعتهم خنادق الازمة للاطلالة برؤوسهم والادعاء بقيادة اللعبة في ضوء وعود اصوات الـ63 عضواً بانتخابهم ، بينما توسيع قاعدة الناخبين يتيح الفرصة للآخرين للمنافسة على مقاعد الادارة وتنويعها بأكاديميين واصحاب ارادة لا يلوون أعناقهم للمطامع والمنافع ، ولا يتأخرون بالاستجابة لنداء مصلحة العراق عندما يلحق ضرراً ما باللعبة ، والاهم من ذلك ان يعملوا بإيثار لا تأخذهم فيه العزة بالمناصب ويغادروا المجلس متى ما اصبح وجودهم يثير الشبهات والاتهامات والغمزات في قنوات الفساد المالي والتلذذ السياحي والتخاذل المريب!


منقول
......
http://almadapaper.net/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=74168