الكبريت الأحمر".. الشيخ "نامس الشيخ علي"
«الزهد والورع هما العنوان الأبرز في شخصية هذا الشيخ الجليل، شيخ لم تغيره الدنيا بملذاتها ولم تحظ بجزء من قلبه، كان يقضي الليل ساجداً متعبداً.. لا ينام إلا الجزء البسيط البسيط منه وجل وقته بالنهار للعبادة وفض خلافات ونزاعات الناس بشرع الله وسنة نبيّه عليه أفضل الصلاة والسلام».
كلمات للشيخ "فايز عبد الرحمن الشيخ نامس" حفيد الشيخ "نامس الشيخ علي"
وأضاف : «توفي جدي في عام /1916/ وعاش ما يقارب الثمانين عاماً هو من ولادة قرية "المنقوبة" في منطقة "الشرقاط" بالعراق حيث عاش شبابه الأول هناك حتى جاءه الأمر الآلهي بالرحيل إلى منطقة الخابور في سورية تاركاً خلفه زوجته وابنه الوحيد "محمد"، استقر حينها مع عشيرة "الجبور" من منطقة الجزيرة السورية، ومن صفاته أيضاً أنه قليل الأكل والكلام، كان يقرأ القرآن ويصلي كثيراً، تزوج ابنة عمه وتسمى "عمشة النجم" وهي صاحبة كرامات أيضاً، أنجبت له خمسة ذكور وعدد من البنات، الذكور هم بالترتيب من الأكبر: الشيخ "أحمد"- الشيخ "حسين"- الشيخ "سراج"- الشيخ "عبد الرحمن"- الشيخ "خليل"».
وعن كراماته تابع الشيخ "فايز" حديثه قائلاً: «للشيخ "نامس" كرامات وأسماء كثيرة وكل اسم له مقرون بحادثة على سبيل المثال لا الحصر: اسم "نامس" هو ليس اسمه الحقيقي حيث إن اسمه الحقيقي الشيخ "سعود" أما سبب التسمية بالشيخ "نامس" فهو بسبب تكاثر حشرة الناموس فوق رأسه على شكل مظلة حيث تحجب بعض أشعة الشمس عنه وتبقى كالمضلة فوق رأسه أينما حل أو رحل، وهذه لاشك مكرمة إلهية.
كما أنه لوحظ في فترة ما من حياته ينام في داره وعند ساعات الصباح الباكر يرى الجوار بأن فرسه منهكة من التعب ومتعرقة جداً ما أثار ذلك حفيظة وتساؤل القوم وبعد فترة من الزمن عرفوا بأنه وبسر إلهي يذهب يجاهد مع المسلمين في بقعة ما من هذه البسيطة».
وعن موقف معين حدث معه في مسيرة حياته قال الشيخ "فايز": كثيرة هي المواقف والتي نقلت إلينا عبر والدي وأعمامي رحمهم الله جميعاً، من تلك المواقف مازالت الذاكرة تحتفظ بشيء منها مثلاً: سابقاً كان أهل منطقة الجزيرة يذهبون إلى تركيا لإحضار المؤن الغذائية استعداداً لفصل الشتاء وأثناء مسير إحدى تلك القوافل اعترضت طريقهم حامية جنود انكليزية وبعد الأخذ والرد على أسئلتهم التنكيلية قال أحد رجال القافلة لمسؤول الحامية العسكرية الإنكليزية بأن من بين الرجال الشيخ "نامس" وهو صاحب الكرامات.
أثار هذا القول شيئاً من السخرية والاستهزاء عند الجنود الإنكليز وطلبوا منه اليقين بأن يطلق النار على نفسه أو أحد زملائه فأعطوه باروده محشوة بذخيرة حية فقام بإطلاق خمسة أعيرة نارية منها على رفيق دربه "ملا زيد" وهو الآخر رجل دين وصاحب حظوة عند القبائل فلم يصبه شيء بإذن الله، ويقال إن هذه البارودة معروضة الآن بأحد المتاحف البريطانية منذ ذلك التاريخ بعد أن سمعوا أهل الشأن البريطانيين بالحادثة».
ثم ختم الشيخ "فايز الشيخ نامس" حديثه بالقول: «إن هذه الأفعال والكرامات جعلت لاسمه صيتاً كبيراً ومكانة دينية عن القبائل باختلاف أطيافها، كما كانت الناس تقصده لفض النزاعات والخلافات بينهم حيث ذهب عدة مرات إلى تركيا والعراق ومناطق مختلفة من سورية، وها هو اليوم قبره في "تل صاهود" على طريق عام "الحسكة- القامشلي" منارة لمن يقصد التبرك وراحة النفس».
ضريح الشيخ نامس
زائرين من كل مكان