حوار صحيفة الزمان مع الكاتب معن عبد القادر آل زكريا

معن عبد القادر آل زكريا
يسكن في جانب من تاريخ العراق ويقول:
سأكشف المخفي في شخصية يونس بحري

حوار: سامر الياس سعيد

الاديب آل زكريا

في بداياته التاليفية تعايش مع مصطلحات تخصصه في علوم الاقتصاد والتنمية و التي تدور محاورها في هذا الإطار فنما عنده هاجس الكتابة الأول في الأجواء تلك وكان المولود الاول (اقتصاديات المالية العامة ) ليكون نقطة البداية في مشوار الالف ميل وبعد سنوات وسنوات عاد مرة اخري الي هاجسه الادبي في مطاردة القصة بعد ان كانت قد منحته مفتاح السبق في سنوات الفتوة والشباب فانصت لصوتها وهي تقوده لاصدار مجاميع قصصية ومن هذه اللغة اتقن الولوج في عالم اخر ليكتب عن سير من كان قريبا منهم في زمان سابق واعجب بمحطات قطارهم الذي مر من مدينته الاثيرة الموصل الي حصد علامات التميز.. هو معن عبد القادر ال زكريا الذي تحدث عن مشواره التاليفي وعالم الكتب من خلال الحوار التالي:

û فجر الحصار الذي اثقل كاهل العراقيين في فترة سابقة هموم اصطدتها في كتابك الثاني فهل تحدثنا عنه؟
- في عام 2001 اطلقت كتاب (موصليات بين المقامات والمقالات ) وهو نفث شديد وقاس من جراء الحصار وهمومي بصفة شخصية من هذه الاجواء ومنحتها البعد الرمزي عندما البستها الرداء الموصلي وقد قسمت الكتاب الي قسمين اولهما مقالات نقدية والثاني مقامات كان الرمز صيغتهما الاساسية حيث دخلت مداخل سياسية دون ان اؤلب أي جهة كانت علي ما اختزنته ذاكرتي في تلك الايام.

û ارتبط اسمك بالشخصية العراقية والعربية والعالمية (يونس بحري )من خلال محاولاتك رصد سيرته الذاتية فاين اتجهت بوصلة هذا العمل؟
-في عام 1994 نمت في داخلي رغبة التصدي لسيرة (يونس بحري ) وفي مدة وجيزة وجدت نفسي غائصا في بحر عميق الاغوار فاذا فتشت علي امر بسيط من محور حياته اجدني مشغولا في امر اخر من تلك السيرة حتي اساتذة كلية الاداب في جامعة الموصل اسروا لي بانهم لم يكلفوا احدا باعداد رسالة ضمن الدراسات العليا عن تلك الشخصية لان بحثي عنها اوفي وكفي.
û هل حدث لقاء مباشر بينك وبين بحري؟
- انه لقاء وحيد وقبلها تعرفت عليه من خلال صداقته لوالدي لكن لقائي المباشر به كان عبر دعوة عشاء اقيمت في جمعية الاقتصاديين نظمها صديق الحاتم وتخللت الدعوة تقليد (يونس بحري ) لهتلر وهو يلقي خطابة باللغة الالمانية وقلد ايضا الزعيم الايطالي موسوليني واجاد كثيرا من حيث اتقانه اللغتين وبعدها لم تتوفر فرصة اخري للقائه لانني سافرت للمملكة المتحدة وهناك سمعت بانه توفي عام 79.
û ماذا عن الكتاب الذي وضعته عنه؟
ــ انتهيت بالفعل من اعداده ويضم 1000 صفحة تروي بشكل سردي كل صغيرة وكبيرة في حياة السائح العراقي الذي طبقت الافاق سمعته فكان قد افتتح اذاعة( هنا برلين) في زمن تولي هتلر زعامة المانيا كما اشتهر بعلاقاته الواسعة مع امراء الخليج وكان قد انطلق من الموصل وينتسب لقبيلة الجبور وعمل في جانب من حياته ضمن اروقة السلطة الرابعة حينما اصدر جريدة ( العقاب ) عام 32 وعاد الي مدينته عام 75 وتوفي في العاصمة بغداد عام 79.وكان يصفه المقربون منه بانه قوي الجسم والشخصية مغامر ولايخشي احدا.
û ماذا عن كتاب( قراءة في حياة ثلاث شخصيات) الذي نوهت عنه من خلال كتابيك المذكورين؟
- كان في السابق قراءة لحياة شخصيات نوري السعيد ورشيد عالي الكيلاني وناجي شوكت لكن رايت فيما بعد بان حصة الاسد ذهبت للاول فارتايت ان اطلق عليه عنوان (نوري السعيد – وجه واحدللسياسة) وهو بجزئين ويضم تقريبا 1200 صفحة ويمثل قراءة معمقة في تاريخ الحياة السياسية في العراق الملكي ما بين اعوام 21 حتي 58 واطمح ان تتولي دار الزمان نشره لما عرف عن هذه الدار من امتياز في اطلاق الكتب التي تحوي رصدا لما دار في العراق بكل مراحله هذا من جانب ومن جانب اخر لارتباطي بعلاقة صميمية مع سعد البزاز وما تحمله حياتنا من نقاط مشتركة.
û هنالك جدل واسع في النظرة لشخصية نوري السعيد ،كيف التزمت بالموضوعية حيال هذا الامر؟
- لكي اكون منصفا في اطلاق تسمية العهد علي الزمن الذي شغله السعيد في ادارة الدولة علينا اولا ان نفخر لان بلدنا استطاع ان يطلق مثل هذه الامكانية رغم انه كان يلاقي خصومات عديدة حتي تمكن اعداءه منه في نهاية الامر بالطريقة التي الت اليها نهايته.
û الم تؤثر اقامتك السابقة في الموصل علي طموحك في الوصول الي ما هو ابعد؟
ــ ابرز ما يميز الموصل هو الانعزالية التي تعيشها مقارنة باجواء العاصمة رغم ان بيئة الموصل تتسم بالتناغم الذي يغلب طابعها وفي هذا المجال كنت قد ترشحت لاكون مستشارا تجاريا في سفارتنا في سويسرا وفي المقابلة التي تحدد اهليتي للمنصب واجهني وكيل وزارة الخارجية بسؤال حول عدم تقديمي للمنصب في السابق فلم اجد له جوابا محددا سوي انه مشكلة المحافظات!!
û قدمت اخيرا شهادات لشهود عيان عن حادثة مقتل القنصل البريطاني فهل هي اهم الاحداث التي شهدتها الموصل عبر اعوام سابقة ضمن تصوراتك ؟
ــ لعل اهم حدثين رسخا بذاكرة الموصلي عن فترات معينة هي حادثة مقتل القنصل البريطاني مونك والتي جرت علي هامش الاحداث التي حصلت في بغداد جراء موت الملك غازي المفاجيء والاخر هو الضجة التي حدثت بعد ان اشعل فتنتها احد المواطنين ويدعي جاسم لر جراء اعتراضه علي الحاق النساء ضمن تعداد عام 1907وراح ضحيتها الكثير.
û قدمت للعلن كتابا يختص في المنازعات الدولية فهل هو طرق علي جانب جديد من الاكاديمية؟
- قصة تاليف هذا الكتاب تعود الي سفر احد الاكاديميين في كلية القانون للاشراف علي طلبة عراقيين في فرنسا فكلفني الدكتور عامر الجومرد كوني اكبر سنا وتجربة واجادة في اللغة الانكليزية بوضع هذا المؤلف الذي كانت بدايته انني طلبت من بعض طلاب الكلية بان يكتبوا تصوراتهم عن هذه المسالة فتجمع لدي ما يقارب ال20 تصور فترجمتها للانكليزية و وتوسعت به حتي وصل الي 400 صفحة ضم الكثير من نقاط المسائل القانونية في هذا الامر مضيفا لها وثائق صادرة عن منظمة الامم المتحدة وقد قسمتها الي قسمين اولهما تسوية النزاعات السلمية وتاليهما تسوية النزاعات اللاسلمية ومنها قرارات الحصار.
û اطلعت قبل فترة علي ما خطته اناملك حول بيت اثري اضحي ملتقي للزوار في العاصمة السورية ( دمشق ) فهل هو محاولة لاطلالة جديدة علي ادب الرحلات؟
-ادب الرحلات يتسم بالوصف التسلسلي وهو ما اضفيته علي تلك المقالة التي كتبتها عن بيت جبري وضمنتها الكثير من تصوراتي بلغة صحفية سلسة وفي زيارتي الاخيرة قدمت الموضوع لسليل العائلة الحالي ويدعي (رائد جبري) فاعجب بها وعمد الي تاطيرها ووضعها في مكان بارز ولسان حاله يقول انها افضل ما كتب عن المكان!!
û تنشغل حاليا في التحقيق لمذكرات نائب في العهد الملكي فما هي اهم الخطوط التي استطعت التقاطها منهذه السيرة؟
- اعكف حاليا علي التحقيق في المتعلقات الشخصية للنائب محمد صدقي سليمان المحامي والذي ارتبط معه بصلة قرابة وهو الذي تولي عضوية البرلمان في العهد الملكي ولثلاث دورات متتالية اعوام (30-33)كما شارك مع رفاقه جميل المدفعي والحاج سعيد جلبي وسليم الجراح وحميد الدبوني والحاج رؤوف الشهواني في الثورة ضد الانكليز التي انطلقت من دير الزور حتي تلعفر كما يعد من مؤسسي حزب العهد وحزب الاستقلال وفي دفتر مذكراته وصف دقيق لواقعة تلعفر.
û ما اهم ما حازتها تلك المذكرات من رؤية لاحداث ذلك الزمان؟
- رغم ان المذكرات كتبت في عهد غابر لكن هنالك كلمات ذكرها النائب محمد صدقي مازال صداها يتردد خاصة في ايامنا الحاضرة وهذه الكلمات التي سطرها في اثناء ذهابه لتهنئة الملك فيصل الاول بمناسبة جلوسه علي عرش العراق وهي مؤرخة في الثلاثين من تموز عام 1921 فقد قال:
(بغداد بلدة ماضيها خيرا من حاظرها(كما وردت في المذكرات )فلقد كثر فيها الفساد وساد فيها الشقاق والنفاق خلافا ما كنا نامل من شبابها.. وفي الايام الاخيرة جعلت نفرة بين شباب القطر اجمع ،فالبغدادي لايرضي الموصلي والموصلي لايرضي البصري وهكذا.. ... لقد سرت هذه القضية الي القرويين والعياذ بالله من ذلك ). وتحتوي متعلقاته الشخصية التي هي في حيازتي حاليا علي منشور اصدرته جمعية الدفاع الوطني بتوقيع بعض الشباب الوطني يطالبون فيه بعدم الحاق ولاية الموصل والتي تضم ( الموصل/اربيل/دهوك/سليمانية) بتركيا ويطالبون بالحاقها للعراق وهو صادر بلغتين هي العربية والتركية وارجح حسب اعتقادي الشخصي بانه صادر عام 20 وبالاضافة للمنشور هنالك شهادة جنسية خاصة بالنائب محمد صدقي صادرة عن مملكة العراق في عام 37 ووثيقة اخري نادرة مذيلة بتوقيع حاكم الموصل السياسي نولدر يعفو فيها عن محمد صدقي افندي بعد اصدار عقوبة الاعدام بحقه.

المصدر
جريدة الزمان الدولية

رحم الله الرجل الاسطورة
يونس الجبوري البحري

هذا الرجل التقيت به في بغداد
في مقهى الشابندر ..كان مهتما
بما قيل في يونس بحري

________ا لتــوقيع _________

الباحث الحقوقي
وليد الصكر

رجل عظيم وله مكانة سامية
شكرا لك أختى علياء

» الأمير عبد القادر الجزائري