من أخبار عنزة في بعض كتب التاريخ الحديث
يقول الإستاذ جبرائيل سليمان جبور في كتابه الرائع البدو والبادية أن : أول ذكر لقبائل عنزة في بلاد الشام كان في تاريخ الشيخ أحمد الخالدي سنة 1030 هـ . حيث اشار إلى ذلك عند سرده لتاريخ الأمير حسين بن فياض وقدومه على الأمير فخر الدين . حيث ذكر عنه مايلي :
ولم يلبث أن غزا عرب السردية فكسب منهم 400 جمل ، ومر بطريقه على عرب عنزة في وادي زبيده فطلعوا عليه واستخلصوا منه جمالا كثيرة.
ويواصل قائلا : وأصبحت المواصلات في العهد التركي بين عاصمة الدولة ومركز الولايات العربية تحت رحمة أبناء الصحراء ورجال العشائر ذوي النفوذ , وحوالي منتصف القرن الثامن عشر حين أخذت قبائل متفرقة جديدة نفد إلى الأراضي الشامية كان في الوقت نفسه كثير من قبائل البدو في الفرات الأسفل قد عقدوا صلحاً فيما بينهم واتحدوا معاً تحت اسم ( المنتفق ) , وأخذوا يسببون متاعب كثيرة لا لباشوات بغداد و حسب , بل لسكان المدن أنفسهم , وللقرى التي تحيط بها .
ولم أقع على مرجع يضع تاريخاً محدداً لوفود كلّ من القبائل البدوية من عرب عنزة أو غيرها للبادية السورية , أو لاحتلالها الأراضي المجاورة للمدن الكبرى في بلاد الشام , والظاهر أن عرب الموالي كانوا من أقدم البداة في سوريا الشمالية , وأنه في أوائل القرن السابع عشر أخذت تفد قبائل شمّر من نجد وتتنازع مع قبيلة الموالي المقيمة في الشمال , ثم وفدت بعدها قبائل عنزة من نجد , وأخذت بدورها تضغط على عرب الموالي وتحاول إزاحتهم من المناطق القريبة من حمص وحماه , وهي من أغنى البقاع في الكلأ والماء , ويلوح لي أن وفود بعض قبائل عنزة بحيث أصبحت منتشرة فغي مناطق أخرى من البلاد الشامية و وأصبحت منها أكثرية البدو بين عشائر الشام كلها .
ـــ وفي كتاب آخر اسمه " تاريخ الشام " للخوري مخائيل بريك الدمشقي عن السنوات 1720 – 1782 م , أنه بلغ مدينة الشام خبر بأن الجودة التي ذهبت لملاقاة الحج نهبها بنو صخر وقتلوا كثيرين منها وأن موسى باشا والي صيدا هرب " عريان حفيان بالزلط " , وكان موقع نهبها أرض معان وذلك في 20 ذي الحجة سنة 1170 هـ , ثم يقول : " وفيما دمشق بهذا الحصر والضيم والقلق من عدم إخبار الحجاج , وقلة من يخبر كيف صار فيهم , وإذا في ليلة 16 صفر سنة 1171 هـ , أتت أخبار السوء بأن الحج انتهب جميعه , نهبه قعدان الفايز شيخ عرب بني صخر هو وهربه , ومعه بعض عربان , لأن الحجاج لما وصولا إلى قلعى تبوك ما قدروا يفوتوا لأن بلغهم أن العرب المذكورين رابطين في الطريق , فقعدوا في تبوك اثنين وعشرين يوماً محاصرين .. وما عرف الباشا يرضي خاطر العرب ويفوت , بل بجهله حمل ومشى , ولما قرب إلى ذات حاج كبسته العرب , وقتل عالم لا يعد من العسكر والحجاج , وقوى العرب , ونهبوا الحج جميعه وأخذوا المحمل , وهرب الباشا برأسه وعاد إلى قلعة تبوك مع ثلاثة أنفار فقط , وراح هذا العالم والغنائم جميعها نهباً بيد العرب في صفر سنة 1171 هـ , ومات وقتل عدد لا يُحصى وهفى جميعه وما وصل إلى دمشق إلا القليل .. وقد لبست دمشق ثياب الحزن وتبرقعت ببرقع الذل " ويشير في كتابه إلى عرب عنزة في أخبار سنة 1774 م , فيقول : " في هذه السنة نهب القفل البغدادي وكانت معه أرزاق غير محصية وكانت نهبته من عرب عنزة , وقد أخذت قبله قافلة مكة , وصار وقوف حال وذل في الشام " .
ـــ كذلك نرى في كتاب عن تاريخ المعرة أنه في سنة 1189هـ , أراد حاكم حمص عبد الرحيم بك العظم أن يذهب إلى عرب الموالي ومعه شرذمة من الجند , فوقعت بينهم وبين العرب فأخذتهم العرب وسلبتهم حتى ثيابهم , وأسروا الحاكم وقتلوا زميلاً له , ونرى في تاريخ حلب للغزي " نهر الذهب " في أخبار سنة 1276 هـ , وهي من الحوادث الأخيرة في تاريخ البدو الذي ذكره أنه قرأ في أحد مجاميع والده " أنه لما كان بعد غروب يوم الأربعاء خامس محرم أقبلت العربان على حلب من فرق شتى كالعنزة والحديديين والبقارة والعساسنة وغيرهم ما يفوق على أربعة آلاف نجدة للثوار فانكسر العرب .
ـــ ونقرأ في أخبار سنة 1228 هـ ( 1813م ) عند الأمير حيدر الشهابي : أن حرباً وقعت بين عرب عنزة برئاسة شيخهم مهنا الفاضل وعرب الفدعان , فانكسرت عرب مهنا كسرة عظيمة , وأخذت حريمهم الفدعان , ولكن الأمير حيدر لا يذكر مع الأسف أين وقعت هذه الحرب في البلاد الشامية و ويذكر أنه وقع في السنة نفسها حرب أخرى ما بين بني صخر والسردية ودوخي السمير وكان مع الأخير عسكر دالاتيه فظفرت بنو صخر والسردية على دوخي وأعوانه وكسرتهم كسرة عظيمة ومات من عسكر الشام ما ينوف عن النصف .
ـــ وفي أخبار سنة 1230 هـ ( 1814 م ) أنه حضر إلى بلاد حماة عربان من نواحي نجد يكنون بالفدعان ونزلوا في الجانب الشرقي من العاصي , وهم أكثر من عشرين ألفاً مت بين خيلة ومشاة , وهم طوائف متفرقة ( يقصد عشائر ) السبعة , وآل هذال , والجربا , والنبي جملة طوارئ , ولم يكن لهم عادة في القدوم لتلك الأرض لأنها منازل الشيخ مهنا الفضل وعربه والدريعي وعربه , وبينهم وبين عرب الفدعان عداوة قديمة , فأقلق نزولهم وزير الشام , فأمرهم بالرجوع عن بلاد حماة , فاعتذروا أن سبب قدومهم هو ضيق المعيشة في بلادهم , وأنهم يقصدون المرعى لشهرين أثناء الربيع إذا سمح الوزير ويعدونه بأن يقيموا ركب الحاج بأقل مما كان يأخذ أعداؤهم , فلم يرتض الوزير , وجيش العساكر لصدهم , واستنجد بوالي صيدا , وبمتسلم بلاد عكار , وبمهنا الفاضل والدريعي وعربهما , وسار نائبه إبراهيم باشا من حلب بثلاثة آلاف , ونهد نائب عكار بنحو ألف خيال إلى مدينة حماة ووقع القتال بينهم وبين العربان الوافدين مدة 15 يوماً , وكانوا يتحاربون قرب مياه سلمية كل يوم من الصباح إلى المساء , فأنكسر إبراهيم باشا وعكاره , وثبت نائب عكار وعرب مهنا , وقتل شيخ السبعة وجملة من العربان , وحلّت الفدعان ما بين حلب وبلاد حماة ثم عادوا فعزوا بعد مدة قبائل مهنا ونهبوا بيوتهم وجمالهم ولم يتركوا لهم عقالاً غير النساء والأولاد .
وفي أخبار سنة 1236 هـ ( 1820 ) م يذكر أنه في إقامة درويش باشا والي الشام وناسه في جبل جوران وقد عندهم جميع أكابر عرب عنزة , وصار حب زايد بينه وبينهم , وهم دوخي وصالح وحمود الضويحي وخلف الطيار ونايف الشعلان وابن عمه مذود واشترى الأمير ومن معه جملة خيول من عربهم .
أهم مافي المحفوظات الملكية المصرية
من الأخبار عن البدو في سوريافي وثائق الشام .
ــ رقم 47 من مجهول إلى محمد علي باشا يذكر له أن عرب عنزة في الشام عن تقديم العدد المطلوب من الجمال لأجل الحملة على الحجاز , ويعود مندوب العزيز خائباً 11 رمضان 1231 هـ/1816 م .
ــ رقم 1790 من إبراهيم يكن باشا إلى إبراهيم باشا عن عرب عنزة واعتدائهم على حجاج إيران وتعيين محمد بك رئيساً على عشائر الموالي 16 ربيع الآخر 1248/1832 – 33 .
ــ رقم 2765 من محمد علي باشا إلى أبنه إبراهيم باشا يستطلع رأيه في هل يوافق على إرسال الفرسان العرب من مصر إلى الشام لتأديب عرب عنزة 23 شوال 1248 / 1832 – 33 .
ــ رقم 2809 من عبد الله أفندي إلى سامي بك يفيد أن السر عسكر يؤبد الخطة التي تقضي بإرسال 900 فراس من فرسان العرب في مصر لتأديب عرب عنزة في بر الشام ذي القعدة 1248 / 1832 – 33 .
ــ رقم 2977 من مجهول إلى إبراهيم باشا يرفع إلى مقر القيادة العليا بياناً بأخبار عنزة وأحوال قبائلها الذين اجتازوا نهر مراد ( كذا ) ( لعله يقصد الفرات ) غير مؤرخ ولكنه ورد في الوثائق تحت سنة 1248 / 1832 – 33 .
ــ رقم 2983 من أحمد بك قائمقام الشام إلى محمد علي باشا يذكر فيه سبب تأخيره عن تقديم التقارير اللازمة في عصيان دوخي السمير أحد شيوخ عرب عنزة – غير مؤرخ أيضاً ولكنه ورد تحت سنة 1248 / 1832 – 33 .
ــ رقم 2995 من معاون السر عسكر إلى محمد علي باشا عن قضية الجمال المطلوبة من عرب عنزة .
ــ رقم 3358 من محمد علي باشا إلى محمد شريف بك وفيه يذكر أنه لا يوافق على دفع الصرر من خزينة الشام كما جرت العادة سابقاً إلى عرب عنزة وولد علي وحسن وبني صخر وغيرهم 23 رمضان 1249/1833 -34 .
ــ رقم 3429 من محمد علي باشا إلى محمد رشيد باشا يشكو من تعدي عرب عنزة 1250/1834 .
ــ رقم 35687 من إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا وفيه أنه يرى المصلحة تقضي بإرسال قوة بقيادة معجون أغاسي إلى حماة وحلب لضبط عرب عنزة وإسكانهم ربيع الأول 1250/1834-35 .
ــ رقم 3568 من إبراهيم باشا إلى سليم بك يكلفه أن يكون مع معجون أغاسي ويسيراً بالفرسان إلى حماة لضبط لصوص عنزة ( كذا ) 10 ربيع الأول 1250 / 1834 – 35 .
ــ رقم 3595 من سليم بك إلى إبراهيم باشا وفيه يأخذ علماً بمضمون الأمر ويفيد أنه أوفد بعض الناس إلى مرعش للتجسس ويذكر أن عرب عنزة أخلدوا إلى السكينة بعد فرارهم إلى الداخلية 23 ربيع الأول 1250 / 1834 – 35 .
ــ رقم 3839 من محمد منيب بك ( قائد ألاي الفرسان الحادي عشر ) إلى إبراهيم باشا يذكر أخباراً خلاصتها أن عربان عنزة وعربان صفوف ( كذا ) ( يقصد صفوق شيخ شمر ) يتقاتلون في صحراء كربلاء 2 شعبان 1250/1834 – 35 .
ـــ رقم 5502 من محمد شريف باشا إلى إبراهيم باشا عن عرب السلوط ومسيرهم إلى اللجاه وأن عددهم بين 250 و 260 وأنهم يخشون سطوة عنزة ولهذا فهم لا يغادرون اللجاه فإذا نزلوا على آبار القسطل فإنهم يتسلطون على الطريق بين الشام وحوران وهو يطلي استقدام قوة من الفرسان للمحافظة على الطريق 1254 هـ .
ــ ويقول أيضاً فهمت من المشايخ والاختبارية أن مرادهم هو أن يهربوا وينزلوا على عنزة عند منصور الضويحي , واجبتهم أن عنزة ومنصور الضويحي تحت الإطاعة فمتى توجهتم عندهم يمسكوكم ويقدموكم لطرف الحكم , فأجابوا نحن العرب لا نقصي ( كذا ) ( ولعله يقصد نفسي ) في بعضنا 21 جمادي الآخرة .
ــ وفي 5780 من إبراهيم باشا إلى حسين باشا يشير إلى رسالة مؤرخة في 26 جمادي الآخرة سنة 1254 ذكر فيها الباشمعاون أن شيوخ أولاد علي ( قبيلة الولد علي ) والجميعات يستطيعون أن يقدموا خمسة أو ستة آلاف رجل وانه إذا اقتضت الظروف وضغط عليهم يقدمون عشرين ألفاً – ويشير السير عسكر إلى هذا – فيقول :" الآن وقت حاجتنا إلى الرجال ولا نطلب منهم عشرين ألفاً بل خمس مئة نتولى نحن تجيهزهم بالأسلحة والخيل , إذ من الممكن أن نعد هنا ما يلزم لنحو ستة آلاف فارس من الخيل والسلاح في خلال بضعة أيام " .
ــ رقم 5781 من محمد بك ( معجون أغاسي ) إلى إبراهيم باشا يرفع إلى الأعتاب العسكرية أنباء القبائل البدوية في جهات حلب والجزيرة فيفيد أن الشيخ صفوق شيخ عرب الجربة ( شمّر ) وجميع رجال عشيرته وعربان الفدعان قاموا من رأس البليخ بالقرب من حلب إلى الرها .... وإن عربان سبعة ( السبعة ) وبعض شيوخ فدعان وجماعة من الحورانيين نزلوا في مكان يقع بين عانه وجب دخينه 21 صفر 1255/1839 – 1840 .
ــ رقم 5950 من محمد بك معجون أغاسي إلى إبراهيم باشا برقع إلى مقر القيادة العليا خبر قيام عشائر صفوق ودفعان وسباغ ( كذا ) ( ولعله يقصد السبعة ) على العشائر الشامية فيه خبر الموقعة التي دارت بين " ماوي " ( كذا ) وجماعته من جهة وبعض هؤلاء العربان من الجهة الأخرى ويفيد انه يدرس إمكانية الزحف عليهم , وعلى ظهر هذه الرسالة العبارة التالية : " اذهب واضرب " 24 جمادي الأولى 1255/1839 – 1840 .
ــ رقم 1951 رسالة أخرى تحمل التاريخ نفسه من محمد بك إلى إبراهيم باشا يذكر فيها : أن عرب عنزة أغاروا على قافلة بغداد بينما كانت سائرة في طريقها إلى حلب
ــ رقم 6028 في المحفظة نفسها رسالة من إمضاء محمد شريف باشا مؤرخة في 25 جمادي الآخرة ( 1255 ) يشير فيها إلى تعدي العربان في عام مضي على الأرزاق في جبل الدروز وحوران .. ورسالة أخرى من إمضاء محمد بك خفتان أغاسي مؤرخة في 19 جمادي الآخرة تفيد أنه قام من الشام بمعية إسماعيل عاصم بك إلى جبل عجلون لتأديب الأشقياء وأنه في أثناء مروره بحوران علم أن عربان بني صخر رحلوا إلى الكرك وأن أولاد علي والرولة تعدوا على الأهالي فحقق في ذلك .
ــ وهناك رسالة أخرى رابعة وهي أيضاً أمر سير عسكري مؤرخ في 3 رجب موجه إلى محمد بك خفتان أغاسي يوجب شن الغارة على الرولة وسرحان وبني صخر وسلب أموالهم ويبين طرق التنفيذ .
ــ وعن عرب السبعة : موقفهم من النزاع بين السلطات والباشا 5781 ,
ــ وعن عنزة : حصار يافا 93 , وجوب تطمينهم وتقديم المكافأة المالية لهم 838 , موقفهم من الجيش العثماني 850 , وجوب ضربهم لأخذ جمالهم 923 , الاحتلال المصري 1163 , التشديد على الشيخ دوخي بوجوب القيام بتعهداته 1452 , اعتداؤهم على الحجاج 1790 , أعمالهم المضرة 2710 , تأديبهم 2765 و 2809 , أخبارهم 2977 , عصيانهم 2893 , 4295 , جمالهم 2995 , لا يتقاضون الصرة 3358 , تعدياتهم 4329 و 3567 و 3568 , إخلادهم للسكينة 3595 , قتالهم مع عرب صفوق في صحراء كربلاء 3839 , يغيرون على قافلة بغداد 5951 .
ــ وعن بادية الشام : اعتذار عرب عنزة فيها من تقديم الجمال 47
ـــ.وعن الرولة : مشكلة حوران 5915 , الزحف عليهم 6028 .
ــ وعن الفدعان : موقفهخم من النزاع بين السلطان والباشا 5781 , قيامهم إلى عشائر الشام 5950 .
منقول