حادثة ترسيم حدود قبيلة الجبور على يد الشيخ هواش المسلط
في الخمسينيات من القرن الماضي حدثت معارك ومناوشات عديدة بين قبيلتي شمر والجبور بسبب الخلافات على حدود الأراضي الزراعية والمراعي بين القبيلتين الجارتين راح ضحيتها رجال من الطرفين وهنا تدخلت الحكومة ممثلة بالمحافظ عادل ميري والضابط محمود بنيان رئيس العشائر ( الهجانة ) وكان الضابط محمود بنيان منحازاً لقبيلة شمر حيث حضرت اللجنة برئاسة المحافظ ومحمود بنيان وأعضاء آخرين من الطرفين ووقعوا على المضبطة وكان محمود بنيان يريد الاستعجال ليزف بشارة إلى دهام الهادي شيخ شمر.
ولكن المفاجأة كانت حين جاؤوا بالمضبطة لتوقيعها من الشيخ هواش المسلط الذي هب منتصباً وأمسك بأوراق المضبطة وقام بتمزيقها جميعاً فهبّ الحضور والسلطة والمسؤولين جميعاً لقوة الأعصاب التي يتمتع بها الشيخ هواش وكانت جموع غفيرة من فرسان قبيلة الجبور يطوقون دار الحكومة وحين علموا بهذا الأمر وتمزيق أوراق المضبطة على يد الشيخ هواش المسلط ملأوا الساحة بالحداء والأهازيج والهوسات وعادوا منتصرين بفضل الشيخ هواش المسلط وجرأته وشجاعته النادرة بين شيوخ القبائل قاطبة وهكذا تم ترسيم الحدود بين الطرفين وفق توضع سكان قبيلة قبيلة الجبور وإلى هذا اليوم ما زال الجبور يذكرون هذه المواقف التاريخية للشيخ هواش وما زالت بعض طرق تلك المنطقة تدعى طريق الشيخ هواش ومخزون كل هذا في ذاكرة الأجيال.
ملاحظة : هذا النص منقول عن كتاب ((بيت الوطنية)) للمؤلف صالح هواش المسلط