300 ألف طفل مجندون في الحروب حول العالم المحاربون الأبرياء

300 ألف طفل مجندون في الحروب حول العالم المحاربون الأبرياء

يقاتل أكثر من ثلاثمائة ألف طفل من الذكور والإناث ممن هم دون الثامنة عشرة من العمر كمحاربين مع قوات حكومية مسلحة، وضمن جماعات معارضة مسلحة في أكثر من 30 دولة في أنحاء العالم. وفي أكثر من 85 دولة تم تجنيد مئات الآلاف من الأطفال ممن هم دون الثامنة عشرة من العمر مع قوات حكومية مسلحة، وجيوش شبه عسكرية، و«مليشيات» مدنية، وجماعات مسلحة غير رسمية. وتتراوح أعمار الأطفال المجندين ما بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة، أما أصغر عمر تم تسجيله لهؤلاء المحاربين فكان السابعة من العمر.

ولا تمثل الأرقام المذكورة إلا مجرد لقطات مختصرة للمشكلة لأن الأطفال يتم تجنيدهم، وأسرهم، وتدميرهم، وجرحهم، بل وقتلهم كل يوم.وفي السنوات الأخيرة تقلصت أعداد الأطفال الضخمة المحاربة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط ولكنها انتقلت إلى أجيال أخرى جديدة من الأطفال المجندين في إفريقيا وآسيا. أما في العالم الصناعي فهناك اتجاه نحو البعد عن تجنيد الأطفال والتوجه نحو تشكيل الجيوش المكونة من أفراد متطوعين أو محترفين مع الالتزام بأعمار محددة بالنسبة لتجنيدهم.وفي الوقت الذي يحارب كثير من الأطفال على جبهة القتال، يتم استخدام آخرين كجواسيس، ورسل، وحراس، وحمَّالين، وخدم، بل وأحيانًا كوسائل للمتعة. ويتم استخدام الأطفال عادة لزرع أو نزع الألغام الأرضية، ويجبرون على ارتكاب فظاعات ضد عائلاتهم ومجتمعاتهم. ويعاني معظم الأطفال المجندين انتهاكات جسمانية أو بدنية وأنواعًا أخرى من الحرمان داخل القوات المسلحة. وفي حالات تتسم بالتطرف والتشدد، يتم دفع الأطفال إلى الانتحار أو الموت حينما لا يستطيعون تحمل سوء المعاملة مطلقًا.وفي الوقت الذي يتم تجنيد بعض الأطفال قسرًا، يندفع آخرون نحو القوات المسلحة نتيجة الفقر والاغتراب والتمييز.إن الأطفال المجندين لم يفقدوا طفولتهم وفرص تعلمهم وتطورهم فقط بل خاطروا أيضًا بالتعرض للإصابة البدنية والمعاناة النفسية حتى الموت. ويزداد وضع المقاتلين منهم سوءًا حينما يبلغون سن الرشد أو يتعاملون مع الكبار وقد صرح جندي طفل سابق من بورندي قائلاً: قضينا ليالي لا نعرف فيها النوم نراقب العدو. وكان أول أدواري أن أحمل مصباحًا للثوار البالغين. وفيما بعد، عرّفوني كيف أستخدم البنادق اليدوية. وخلال شهر أو نحو ذلك كنت أحمل بندقية طراز AK-47 أو حتى طراز G3 وهي أنواع متقدمة وأكبر من سابقتها.وحينما لا يشترك الأطفال المجندون بشكل فعال في القتال، يمكن أن تراهم غالبًا يقومون بدور المراقبة والدورية لنقاط التفتيش. وهناك آخرون أمثال ستفيتشا البالغ من العمر 15 عامًا، في جمهورية يوغسلافيا السابقة يقومون بمهام داخلية. يقول ستفيتشا: أعد السلاح، وأكتب التقارير من الميدان، وأطهو. وقد عملت لدى نمور الصرب. كان هناك مائة من أمثالي من مقدونيا، لكننا كنا جميعًا من الصرب.وفي دول عديدة، يتم استخدام الفتيات أيضًا كجنود، وإن كان ذلك بأعداد قليلة عادة عن الأولاد. وتزيد كثير من الحكومات والجماعات المسلحة في أنحاء العالم من تجنيدها للفتيات وللوظائف اللائي يؤدونها في القوات المسلحة، وقد شمل ذلك استخدام فتيات يبلغن من العمر 18 عامًا في حالات كثيرة.ويتعرض المجندون الصغار، وبخاصة الفتيات، حتى في القوات المسلحة المعقدة التابعة للدول الصناعية للأعمال المرهقة ولسوء المعاملة وللانتهاك.وعلاوة على خطر الموت والإصابة أثناء القتال، يعاني الجنود الأطفال على نحو غير متكافئ من قسوة الحياة العسكرية. ويصاب الأطفال الصغار بالانهيار تحت وطأة الأحمال الثقيلة، وسوء التغذية، والإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والجلد، وأمراض أخرى. وقد يواجه الجنود الأطفال أيضًا خطرًا إضافيًا يتعلق بانتهاكات المخدرات والمسكرات (التي يتم استخدامها عادة لتجنيد الأطفال ولتقسية قلوبهم ومشاعرهم لارتكاب أعمال العنف)، وللأمراض التي تنتقل عبر العلاقات الجنسية، ومن بينها الإصابة بفيروس «إتش آي في» المعدي ومرض الإيدز، علاوة على حدوث حالات الحمل غير المرغوب فيه، وانتشار المشكلات السمعية والبصرية بالإضافة إلى إصابات الإلغام الأرضية.وعلى الرغم من ذلك، تتمتع جهات كثيرة من العالم الآن بخبرة متزايدة في كيفية إعادة تأهيل الأطفال المجندين بدنيًا ونفسيًا واجتماعيًا ودمجهم على نحو ناجح مرة أخرى في المجتمع. وتجمع مثل هذه البرامج بين أحدث التطورات في علم النفس وتنمية الطفل من ناحية والعادات والطقوس التقليدية من ناحية أخرى. بيد أن عملية التأهيل من أجواء عسكرية للغاية لحياة مدنية تمامًا يمكن أن تكون أمرًا صعبًا للغاية، خصوصًا لهؤلاء الذين فقدوا أسرهم أو تخلوا عنهم أو لأولئك الذين يعيشون في مجتمعات مزقت سنوات الحرب فيها بنيتها الاجتماعية الأساسية.

لاحول ولاقوة الا بالله
صراع من اجل الكراسي والمناصب والنفوذ
يكون وقوده الاطفال والصبيان وحتى النساء
والنتيجة لاغالب ولاخسران
والعملية تدور والصراعات مستمرة