قلعة الشيخ سالم الحمادي الأثرية في الدورة

بقلم: الباحث الحقوقي
وليد الصكر
زيارتي الميدانية وتصويري كان بتاريخ
10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020


الشيخ مضر الشيخ رشيد  (حفيد مؤسس القلعة)


بوابة القلعة الرئيسية

أنشأت قلعة الشيخ سالم الحمادي في بداية القرن العشرين وتحديدا عام (1900م) اي قبل مائة وعشرين سنة تقريباً، والتي عرفت في بداية إنشاءها باسم (قلعة حمادي العلي) نسبة إلى والد منشأها  وهو الشيخ حمادي العلي المولود على ضفاف نهر الخابور في بلاد الشام والذي جاء من سوريا ليحط ركابه في بغداد مع ابناء عشيرته (جبور البوخطاب)  وذلك عام (1837) ليستقر على ضفاف الجانب الغربي من نهر دجلة في منطقة الدورة بعد ان اشترى ارض واسعة المساحة ، والذي وافته المنية رحمه الله  عام (1892) ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي. ولكن من أنشأ القلعة وقام ببناءها عام (1900) هو ابنه الشيخ سالم الحمادي والتي عرفت واشتهرت باسمه (قلعة سالم الحمادي) والمتوفي في بغداد عام (1949).

مواصفات القلعة
شيدت القلعة على مساحة تقدر بحوالي دونم او يزيد على بقعة من الأرض تقع قريبا من الضفة اليمنى لنهر دجلة ولا يفصل بينهما سوى السدة الترابية التي اقيمت زمن الدولة العثمانية، وتتوسط القلعة بستان من النخيل يحيط بها من كل الجوانب  يحيط بالبستان جدار مرتفع مبني من اللبن والطين بحوالي مترين لاتزال بقاياه قائمة منذ بناءه لأول مرة زمن العثمانيين.


بقايا الجدار من العهد العثماني

اوصاف اجنحة القلعة
عند الولوج الى داخل القلعة تشاهد من اليسار سلما يأخذك الى الأعلى وهو مكان (غرفة حارس القلعة)، والى جوار هذا السلم ببضعة امتار تشاهد مكان تحت الجدار كان الوجار (الوجاغ) وهو الموضع الذي توقد بداخله النار لإعداد القهوة وتوضع حوله المعاميل (الدلال، والمحماس، والأواني من أدوات صنع القهوة والشاي) واثارها لازالت موجودة.


الوجار (الوجاغ)


مضيف قلعة الشيخ سالم الحمادي
ان المضيف مبني من مادة الطابوق بواجهة (چف قيم) يبلغ طوله حوالي (20م) و عرضه (7 م) معقود بالطابوق تتخلله ألواح حديدية من (الشيلمان) و عدد الخانات المعقودة (24 خانة) و مرفوع بواسطة أعمدة حديدية (سكة حديد) و عددها أربعة اعمدة، كما تلاحظ ان الصف الأخير من الأعلى الذي يلاصق السقف من الخارج قد شيد طابوقه الذي رصف بشكل نتوءات هندسية بارزة بشكل جميل  وبنسق طولي وبإستقامة واحدة على طول البناء، وعلى جوانب جدران المضيف من الداخل  توجد فتحات للتهويه (بادكير) عددها ست فتحات.  و هناك فتحات صغيرة اخرى تسمح بدخول الضوء الخارجي للإنارة،  بقياس (50×40 سم) و هناك أربعة شبابيك من الخشب ذو مصراعين و الباب الرئيسي باب خشب فوقه فتحتان للانارة و التهوية .


مضيف القلعة

الطرمة
و هي امام المضيف تماما و مجاورة له وعلى جانبها الوجار وتعد هي المجلس الصيفي للضيوف ايام الصيف الحارة، طولها (20م) و عرضها (10م) معقودة بالطابوق و مرفوعة بستة اعمدة حديدية (سكة حديد) ثلاثة مقابل ثلاثة، و ارضيتها مفروشه ببلاط الطابوق الفرشي .


الطرمة (مجلس صيفي للضيوف)

المحرم
هو عبارة عن بيت داخلي متكون من سبعة غرف و مبني من نفس مواد بناء المضيف و اول غرفة الى جهة اليسار ولد فيها الشبخ رشيد عبدالله السالم عام (1942) [[توفي 29 /5 /2021 بعد كتابة هذا المقال]] و الدكتور المرحوم عبدالمجيد(1937) والغرفة الثانية التي قياسها (5×4م) تزوج بها الشيخ عبدالله سالم الحمادي .
اما الغرفة الثالثة قياسها (4×4م) وفيها شباك في الاعلى مع عدة فتحات جانبيه صغيرة و شباك ناصي (منخفض) خشبي بمصراعين .
المنور (المطبخ) عبارة عن مكان مفتوح ارضيته مفروشه بالطابوق الفرشي و على جداره توجد ثلاثة رفوف محفورة بالحائط بشكل جميل اضافة الى غرف اخرى مماثلة للغرف السابقة .
ان الباب الرئيسي للقلعة كان مصنوعاً من الخشب و مرصع بدوائر نحاسية او ماشابه ذلك، و الآن لم يبقى سوى قوس بسيط مبني من الطابوق و هو متآكل و آيل للسقوط.
في الجهة الاخرى توجد غرفة مبيت الضيوف يشاهد في اعلاها فتحات توضع فيها الفوانيس  قديماً للانارة  و مساحتها (5x17م) ان القلعة أقيمت جدرانها بسمك يبلغ حوالي (75سم) .


فتحة يوضع فيها الفانوس للإنارة

  امام القلعة بستان من النخيل الذي يحيط بالبناء من جميع الجهات ومن بقايا اثاث القلعلة هناك أربعة ارائك (تخت) و منضدة (طاولة) تعود صناعتها الى بداية عشرينيات القرن العشرين وتحديداً عام 1920.


تخت صنع عام 1920


منضدة صنعت عام 1920

وكان على جانب القلعة مراح للخيل و كان هناك نهر يسمى (نهر الشيخ سالم ) موجود موضعه على مرتسم خارطة الكادسترو منذ عام (1931) . و هناك نخلتان باسقتان عملاقتان لازالتا قائمتان باقيتان حيث يذكر ان الجنود العثمانيون اكلوا من تمرهن عند انسحابهم من احدى المعارك مع عشائر الحلة عام 1916.


النخلتان الباقيتان أكل منها الجنود العثمانيون عند انسحابهم عام 1916

و في الختام لا يسعنا الا ان نضع هذا الصرح التراثي الأثري امام اعين المهتمين بالسياحة و الآثار لغرض صيانته و ترميمه لكونه من المواقع النادرة في المنطقة



للإطلاع على مصدر مقال قلعة الشيخ سالم الحمادي الجبوري عليك بزيارة موقعنا على هذا الرابط
https://sites.google.com/site/waleedalsaqar/castle-salem-alhummaady

مقال تراثي جميل ورائع
احسنت استاذ وليد الصكر
على إحياء هكذا صرح تراثي
مع ارق تحياتي وسلامي

اطلعت على الرابط
كلام رائع وتراث مجيد

شكرا لكم على الاطلاع 
والتعليق..تحياتي لكم

الاستاذ وليد الصكر
احسنت المقال والتصوير
تحياتي

تقرير عن موقع تراثي تاريخي
ما تزال مشيداته قائمة
ويحتاج الى ترميم لاعادة جماليته
تحياتي