بايرن ميونخ الماكينة ألمانية
تعتبر الكرة الالمانية هي كرة العقل والقوة، وذلك لما تتمتع به من خطط مرسومة مسبقا وتطبق على الملعب من قبل لاعبين يتمتعون بقوة جسمانية كبيرة، وقد حظيت الكرة الالمانية باحترام جميع الخصوم وعلى مدى تاريخ مشاركة الالمان في جميع البطولات، فلم نجد يوما ما ان فريق سيلاقي المنتخب الالماني قد اعطى تصريحات بأنه سيقابل فريقا سهلا او معروفا في حساباته، ولم تأت هذه السمعة من دون قاعدة كروية قوية، ولعل نادي بايرن ميونخ شكّل وعلى مدى طويل القاعدة القوية للمنتخب الالماني، خصوصا عبر النجوم الكبار الذين قدمهم النادي البافاري للمنتخب امثال فرانز بيكنباور وغيرد مولر وسيب ماير، اضافة الى رومينغيه وكلاوس اوغنتالا، اضافة الى العصر الجديد امثال اوليفر كان وبودولسكي والقائد بالاك، هذه اسماء كبيرة قدمت الكثير للكرة الالمانية على الصعيدين المحلي والعالمي.
وبالعودة الى التاريخ نرى ان بايرن ميونخ قد تأسس عام 1900 ولم يكن ناديا لكرة القدم، بل للجيمنايتيك وقد قام اعضاء النادي بتكوين فريق لكرة القدم شارك في الدوري المحلي لمقاطعة بافاريا، وبعد تأسيس الدوري العام الالماني والمعروف باسم البوندسليغا استطاع بايرن ميونخ الفوز بأول بطولة له عام 1932 ذلك بعد ان تغلب على فريق انتراخت فرانكفورت بنتيجة هدفين للا شيء.
سطوة هتلر
بعد تولي المستشار الالماني ادولف هتلر مهام السلطة في المانيا ولما هو معروف عنه بعدائه المطلق لليهود، وبما ان رئيس النادي ومدرب الفريق هما يهوديان فقد مارس هتلر سطوته في التضييق على النادي، حيث عرف بأنه نادي اليهود، هذا ما جعل رئيس النادي والمدرب يغادران الفريق مما جعل الفريق يعاني كثيرا في الاستمرار بالقوة نفسها التي ظهر بها سابقا، حيث شهد الافلاس واستمرت معاناة بايرن حتى بعد سقوط هتلر، حيث عانى النادي من الهبوط إلى مصاف دوري الدرجة الثانية، ذلك في عام 1955 لكن الفريق استطاع العودة إلى المنافسة، حيث استطاع الفوز بكأس المانيا للمرة الأولى بعد ان تغلب على فريق ديسلدورف بنتيجة هدف للا شيء، واستمر الفريق في ادائه الممتع ليكون واحداً من أفضل الفرق الألمانية، لكنه عاد إلى المعاناة المالية في نهاية الخمسينات، لكن رجل الأعمال رولاند اينولر قدم الدعم المادي الكافي للنهوض بالفريق مرة أخرى على ان يتولى رئاسة النادي لمدة أربع سنوات.
قدوم النجوم
في بداية الستينات وبالتحديد عام 1963 اتسع الدوري الألماني ليشمل جميع أقاليم ألمانيا وفي الفترة نفسها التحق بالنادي عدد من الطاقات الشابة، أمثال فرانز بيكنباور، غيرد موللر والحارس سيب ماير.. وحل الفريق ثالثاً في الدوري، لكنه استطاع الفوز بكأس المانيا واستطاعوا المشاركة في مسابقة كأس الكؤوس الاوروبية والتي استطاعوا الفوز بها بعد نهائي دراماتيكي جمعهم مع فريق غلاسكو رينجرز الاسكتلندي حيث فاز البافاري بهدف للا شيء بعد تمديد المباراة وقت اضافي.
أسلوب جديد
في عام 1967 استطاع بايرن ميونخ ان يفوز بكأس ألمانيا، ذلك بوجود مدرب جديد هو برانكو زيبك، والذي غير من أسلوب لعب الفريق في الأسلوب الهجومي إلى أسلوب أكثر نظامية، ومرتب، ذلك وفق خطط معينة حيث استطاع الفوز بلقب الدوري والكأس الألمانية، عبر استخدام ثلاثة عشر لاعباً فقط طوال الموسم.
العصر الذهبي
تعتبر فترة السبعينات هي العصر الذهبي بالنسبة للبايرن خصوصاً بعد تولي المدرب أودو لاتيك مهام تدريب الفريق حيث حصل على الكأس الألمانية في أول موسم له مع الفريق، كما استطاع ان يقود الفريق إلى اللقب الثالث في مسيرة الدوري، كما يعتبر اللقاء الذي جمع البايرن مع شالكة في النهائي كأول مباراة تقام على الاستاد الاولمبي في مدينة ميونخ موسم 71 ـ 72 والذي فاز فيه بايرن ميونخ كما تعتبر هذه المباراة هي الأولى التي تنقل مباشرة في تاريخ الدوري الألماني، حيث استطاع البافاري سحق شالكة بخمسة أهداف مقابل هدف، اضافة إلى ذلك حصل البايرن على لقبي الدوري في الموسمين التاليين.
لكن تعتبر المبارة النهائية لدوري ابطال اوروبا عام 1974 هي الذروة ذلك عندما فاز بايرن ميونخ على اتلتيكو مدريد بنتيجة اربعة اهداف نظيفة في مباراة معادة.
مستوى متذبذب
في الموسم الذي تلا هذا الانجاز لم يحقق بايرن ميونخ اي انجاز على الصعيد المحلي الا انه حصل على اللقب الاوروبي عندما تغلب على فريق ليدز يونايتد الانكليزي بعد مباراة صعبة، وبعد عام تغلب البايرن على فريق غلاسكو رينجرز الاسكتلندي وسانت اتيان الفرنسي في نهائي البطولة نفسها، وبهذا يكون بايرن ميونخ قد حصل على ثلاثة القاب اوروبية متتالية، ويعتبر كأس القارات آخر لقب في هذه الفترة حل عليه الفريق بعدما تغلب على فريق كروزيرو البرازيلي، ولكن جميع هذه الالقاب تعتبر خارجية، في حين غاب كليا عن الالقاب المحلية. اما في فترة الثمانينات التي مرت على الفريق البافاري بشكل سيئ جدا بسبب غياب الدعم المالي فان ذلك اوجد عدة تغييرات داخل الفريق،فبعد ابتعاد المدرب اودو لاتيك لم يكن الفريق ذا مستوى ثابت فقد حصل على لقب الدوري الالماني عام 1980 وكأس المانيا عام 1982 لتمر بعد ذلك سنتان عجاف، لكن بعودة اودو لاتيك مرة اخرى لتدريب الفريق حصل على لقب الدوري موسم 1984، ثم عاد للحصول على الدوري خمس مرات في غضون ستة مواسم من ضمنهما لقبا الدوري وكأس موسم 1986.
العودة إلى الأصل
فبعد اعتزال القيصر بيكنباور عاد الى الفريق، لكن هذه المرة كمدرب في موسم 93 – 94، حيث حصل فيها على لقب الدوري ليقوم النادي بعد ذلك بتعيين بيكنباور رئيسا للنادي، لكن المدربين الذين جاءوا بعده لم يكونوا بمستوى الطموح، لكن بقدوم المدرب هيتسفيليد استطاع الفريق العودة الى الانتصارات، حيث يعتبر هذا المدرب هو الاكفأ للفريق على مر الاوقات.
سيب ماير في سطور
يعتبر سيب ماير أفضل حراس المرمى الذين مثلوا المنتخب الألماني ونادي بايرن ميونخ، كما يعتبر الابن البار للنادي البافاري حيث لم يلعب لأي ناد آخر.
ولد جوزيف ديتر ماير في عام 1944 في مقاطعة بافاريا حيث لعب 422 مباراة مع المنتخب الألماني للفترة الممتدة بين عامي 1966 حتى 1977، كما حصل على لقب لاعب العام في الدوري الألماني ثلاث مرات ذلك في المواسم 1975 – 1977 و1978، واستدعي لتمثيل المنتخب الألماني منذ عام 1966 لكنه لم يشارك كأساسي حتى نهائيات كأس العالم 1974 التي تعتبر القمة بالنسبة للمستوى الذي قدمه طيلة مسيرته الكروية، كما استطاع الفوز مع منتخب ألمانيا بكأس أمم أوروبا عام 1974، واشتهر ماير بطول سرواله وكبر القفازين اللذين كان يرتديهما، وفي عام 1979 تعرض لحادث سيارة مما أصابه بعدة جروح خطرة كان عليه الابتعاد عن كرة القدم، لكنه لم يبتعد كثيراً عن مجال كرة القدم ليعود بعد عام كمدرب لحراس المرمى.
أودو لاتيك
يعتبر اودو لاتيك واحدا من اهم المدربين الذين اشرفوا على فريق بايرن ميونخ، ولد لاتيك عام 1935 في مدينة بروسيا وكان يستعد ليكون مدرسا لكنه لعب في بداية حياته مع فريق بايرن ليفركوزن، وفي عام 1962 التحق بنادي اوزنابروك وعبر هذا الفريق لعب للمرة الأولى في دوري الدرجة الاولى لكن وفق قانون الدمج لم يتأهل هذا النادي الى مصاف البوندسليغا الالمانية، وكان مشهورا للعبه الكرات بالرأس، وقد سجل بين عامي 1962 ــ 1965 اربعة وثلاثين هدفا وقد شارك في 70 مباراة، وبعد عام 1965 قام لاتيك بتدريب منتخب شباب المانيا الى جانب المدرب الشهير كرامر والمدرب الالماني الشهير هيلموت شون، كما كان احد اعضاء الكادر التدريبي للمنتخب الالماني الذي حل ثانيا في نهائيات كأس العالم عام 1966.
القيصر بيكنباور
يعتبر فرانز انتون بيكنباور المولود في الحادي عشر من سبتمبر عام 1945 واحدا من اهم لاعبي المانيا على مر الاوقات، استطاع بيكنباور وعبر مسيرته الكروية سواء مع المنتخب الالماني او نادي بايرن ميونخ ان يكتسب سمعة رائعة، ذلك عبر الاداء الراقي الذي كان يقدمه في الملعب، كان بيكنباور يلعب في مركز المدافع المتأخر الذي يسمى القشاش، لكنه كان ذو نزعة هجومية، لمع اسم بيكنباور كلاعب عام 1966 عندما شارك مع المنتخب الالماني في نهائيات كأس العالم، كما شارك في نهائيات كأس العالم، التي اقيمت في المكسيك عام 1970، الا انه استطاع حمل كأس العالم كلاعب عام 1974 بعد تغلب المنتخب الالماني على هولندا بنتيجة هدفين مقابل هدف، كما حمل الكأس كمدرب عام 1990 بعد ان حصلت المانيا على كأس العالم في ايطاليا بعد تغلبها على الارجنتين في المباراة النهائية.
بيكنباور مدربا
1984 ــ 1990 درب المنتخب الالماني
1990 ــ 1991 درب مرسيليا الفرنسي
1994 درب بايرن ميونخ
1996 درب بايرن ميونخ