اقتداءً بمسلميها.. الهند تتجه لختان بقية ذكورها

بعد أن ثبت دوره في تقليل نسبة انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، يدرس المجلس الوطني الهندي للأبحاث الطبية تطبيق الختان على الذكور من غير المسلمين؛ وهو الأمر الذي تعتبره أوساط هندوسية "مؤامرة".
وذكرت يومية "دي إن إيه إنديا" الهندية في موقعها على الإنترنت اليوم الإثنين أن وسيلة جديدة هي ختان الذكور انضمت إلى الوسائل الحالية التي تطبقها السلطات الهندية لمنع انتقال فيروس الإيدز، وهي: منع ممارسة الجنس خارج إطار الزوجية، استخدام الواقي الذكري، واتخاذ إجراءات أكثر دقة أثناء عمليات نقل الدم من شخص إلى آخر.


ويوجد في الهند نحو 2.5 مليون مصاب بفيروس الإيدز، بحسب مؤسسة "أفرت" الدولية المعنية بمواجهة هذا المرض، ومقرها لندن.

ولفتت الصحيفة إلى أنه ثبت علميًّا أثر ختان الذكور في الوقاية من كثير من الأمراض، وبخاصة مرض الإيدز، بغض النظر عن الجدل الديني حول هذا السلوك.

وأكدت دراسات حديثة في الدول الإفريقية الـ24 جنوب الصحراء أن نسبة احتمال إصابة الذكور المختونين بفيروس الإيدز تقل عن 60% مقارنة بنظرائهم غير المختونين.

وبناءً على تلك النتائج، بدأ المجلس الهندي الوطني للأبحاث الطبية مشروعًا تجريبيًّا لتطبيق ختان الذكور كأسلوب فعّال لمنع انتقال فيروس الإيدز.

وعن ذلك المشروع، قال المسئول عنه، مدير قسم أمراض النساء بكلية ميروت الطبية الهندية، الدكتور روكما إنداني: "المشروع ما زال في مهده، فقط نختبر موقف الرجال في المجتمعات غير المسلمة من مسألة الختان".

ويتعاون مع المجلس الهندي في المشروع معهد أبحاث الإيدز القومي (بوني)، واللذان اختارا كلية ميروت للإشراف علميا على المشروع الذي قالت الصحيفة إنه سيشمل مناطق في جنوب وغرب الهند، بها مدن كبرى.

"مؤامرة ضد الهندوسية"

ولمسألة الختان في الهند جانب آخر، إذ تطرقت الصحيفة إلى ماأسمته "الجدل الديني حول الختان"، مشيرة إلى أن الديانة الهندوسية تعارض هذا السلوك، وأن مسلمي الهند هم فقط من يختنون ذكورهم. ويمثل المسلمون ما نسبته نحو 14% من تعداد الهند البالغ حوالي 1.1 مليار نسمة بينهم نحو 80.5% من الهندوس.

وشرع قطاع كبير من العاملين الهندوس في كلية ميروت بحملة ضد المشروع بالتزامن مع هجوم ضارٍ يشنه المجلس الهندوسي العالمي.

وبنبرة غضب قوية، وصف عضو بارز في المجلس المشروع بـ"الشيء البغيض"، وتساءل مستنكرا: "هل ثمة دراسة تناقش انتشار الإيدز في المجتمعات الدينية بالهند؟ أيًا كان الأمر.. لن نقبل بمثل هذه المؤامرة ضد الهندوسية".

معارضة "سياسية ودينية"

وأبدى د. إندناني استياءه من نبرة الغضب الشديدة التي تعسكها الأحاديث حول المشروع في أوساط الهندوس.

وقال: "الكثيرون فهمونا بطريقة خاطئة.. لا نريد أن نؤذي مشاعر أحد.. نحن فقط نختبر مواقف الرجال.. نحن لا نجبر أحدا".

ومن الناحية العلمية، أوضح د. إندناني أن "تلك القطعة من الجلد التي يتم استئصالها (أثناء الختان) بها خلايا مستقبلة تساعد على دخول الفيروس (الخاص بالإيدز) إلى الجسم".

وتوقعت الصحيفة في ختام تقريرها استمرار المعارضة الضخمة لتطبيق ختان الذكور على غير المسلمين لاعتبارات "سياسية ودينية".

والهند من أكثر دول العالم التي يصاب ذكورها بمرض "سرطان العضو الذكري"، الذي ينتشر في أوساط الهندوس بعيدا عن مسلميها الذين يختنون ذكورهم، بحسب أبحاث علمية أجريت مؤخرا.

وأوصت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في مارس 2007 بضرورة اعتماد ختان الذكور ضمن إستراتيجية الوقاية العالمية من الإيدز بعد أن أثبتت الأبحاث فعاليته.

ومنذ اكتشافه في ثمانينيات القرن الماضي أودى مرض نقص المناعة المكتسبة بحياة نحو 25 مليون شخص حول العالم.