منتديات الصـكــــر
اهلا بك اخي الزائر
مـنتديـات الـصكـر
ملتقى المثقفين النخبة

يسعدها ان تعرف بنفسك
وان لم يكن لديك حساب الرجاء منك اتمامه
ونتشرف بانظمامك الينا
منتديات الصـكــــر
اهلا بك اخي الزائر
مـنتديـات الـصكـر
ملتقى المثقفين النخبة

يسعدها ان تعرف بنفسك
وان لم يكن لديك حساب الرجاء منك اتمامه
ونتشرف بانظمامك الينا
منتديات الصـكــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» البو سمندر ..من عشائر البو سلطان الزبيدية
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-21, 12:47 pm من طرف رعد

» الشيخ شمخي جبر ال فنجان الجبوري
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-20, 11:00 pm من طرف مؤيد ال عبدالله

» الشيخ عبدالكريم الشيخ معتوك الشكري الجبوري
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-20, 10:33 pm من طرف مؤيد ال عبدالله

» الشيخ طالب عمران جاسم الجبوري
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-20, 10:27 pm من طرف مؤيد ال عبدالله

» عشيرة البو دراج
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-20, 8:41 am من طرف ذوالفقار

» دراسة جديدة تربط "بومة الليل" بخطر الموت المبكر
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-13, 6:19 pm من طرف المقنع الكندي

» بردعة من أفخر ملابس الأمير
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-13, 6:14 pm من طرف عرااقية للموت

» عشيرة الفليحات
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-12, 5:07 am من طرف الصمصام

» حسان خليل الجبوري
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-12, 4:53 am من طرف بارق الزبيدي

» عشائر العراق - عرب العراق
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-09, 10:41 am من طرف ذوالفقار

» عشائر كربلاء قديما وحديثا
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-09, 10:34 am من طرف ذوالفقار

» يونس بحري الاسطورة والواقع
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-07, 7:13 am من طرف غسان

» قصة من التراث..من عمود إلى عمود
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-07, 7:11 am من طرف مشاعر

» الشيخ كامل الدعس
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-05, 7:15 am من طرف غسان

» الشيخ عبد زيد مدفون الجبوري
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-05, 7:09 am من طرف اليراع

» السلطان والجارية الذكية
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-05, 7:04 am من طرف العنود

» الشيخ أبو ديوان أمير سالم عطوان الجبوري
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-05, 7:00 am من طرف السكماني الحمداني

» صداقة الدموع..الكلب والبخيل
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-11-01, 7:31 pm من طرف البركان

» غراب بلبيس وغراب السويس،
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-10-31, 12:16 pm من طرف البكري

» من مضيف المرحوم الشيخ جاسم الزكيف
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2024-10-30, 7:02 pm من طرف رعد


 

 عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوتايه
عضو برونزي
عضو برونزي



عدد المساهمات : 359
تاريخ التسجيل : 02/11/2008

عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر Empty
مُساهمةموضوع: عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر   عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر I_icon_minitime2009-10-09, 3:24 pm


القبائل البدوية

ومن يمت إليها يهمنا جمعاً بين القبائل المشتركة الصفات من بعض الوجوه: أن نجعل القبائل مجموعتين أساسيتين وهما (القبائل البدوية) وخصيصة البداوة تجمعها، لبروز هذه الصفات فيها.. ومن أهمها التنقل دون تقيد بمكان خاص، تتبع الكلأ وتراعي الغزو...

و (القبائل الريفية) تميل إلى الأرياف وتتعاطى الزراعة وما يتعلق بها من تربية المواشي وما ماثل...

والقبائل لا تخرج عن هاتين الخصيصتين ولكن قد تتداخل فترى من هؤلاء من قد مالوا إلى الأرياف، أو ركن بعض أهل الريف إلى البداوة... وهم أقرب إلى التداخل بالنظر لما يجدون من الأحوال التي تدعو لمثل هذا التطور، والأوضاع.. وبيانها بهذه الصورة لا يغير ماهية الموضوع.

هذا والآن نرى أن نبحث عن أشهر القبائل البدوية وخصائصها ونبدأ بقبائل شمر...

قبائل شمّر

1- أصل شمر
إن المدوّنات عن هذه القبيلة قليلة جداً وهي قحطانية، ذكرها الحمداني فقال: "بنو شمر بطن من العرب مساكنهم جبلاً طييء أجأ وسلمى بجوار لام". كذا نقل صاحب السبائك (السويدي) ولم ينسبهم إلى قبيلة، وهذا محمول إلى أنه لم يتصل بهم ولم يتحقق ذلك من رجالهم، وآخر من ذكرهم القزويني قال: "شمر بالتشديد والتخفيف. قبيلة من العرب ذات بطون تنسب إلى شمر ذي الجناح من قحطان منهم في نجد ومنهم في العراق ومنهم في الموصل إلى سنجار. والظاهر أنهم ينسبون إلى شمر يرعش بن افريقس بن ابرهة ذي المنار أحد ملوك التبابعة من اليمن..."اه.

وما ذكره من أنه الظاهر فليس بظاهر، والنسبة التي نسبها غير معروفة. كما أن التخفيف لا قائل به، ولكن القزويني راعى اللفظة في قواميس اللغة ومعانيها وليس لدينا من العرب من ينطق بالتخفيف ويريد هذه القبيلة...

وقال الحيدري: "ومن أجل عشائر العراق شمر وهم عدة قبائل.. وتبلغ قبائل شمر مائة ألف نفس فأكثر وحمائلهم آل محمد من طييء. وجميع قبائلهم تعود إلى قحطان.."اه.

وقال البسام: "شمر من ذرية حاتم... من سكان الجزيرة وهم أكرم العشائر وأرفعهم عماداً، وأكرمهم أخولاً وأجداداً، وأصحهم في ذكر المكارم اسناداً، وأقدم في الحرب.. وشيخ هؤلاء يقال له (الجربا) وسقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان..."اه.

والمنقول المحفوظ عنهم أن شمر ليس جداً وإنما هو وصف لحقهم وذلك أنهم آخر من خرج من اليمن وكانت قد ألحتهم السنون فهاجروا إلى أنحاء أجأ وسلمى فدفعوا بعض القبائل وأزاحوهم عن مواطنهم. فشمروا عن ساعد الجد وأوعز إليهم رؤسائهم ب(شمّروا). ومن ثم دعوا ب(شمر) واللغة تساعد على هذا التفسير قالوا: وكانت قبائل طييء وزبيد هناك فدفعوهم ومال هؤلاء الى انحاء العراق وسورية وغيرها. والظاهر ان قبائل طييء (سكان أجأ وسلمى) كان بينها خصام وخلاف فحالف قسم منها قبائل قحطانية جاءت من انحاء اليمن فانتصر على عدوه ومن ثم استقل في السلطة وصارت له الرياسة على قبائله والقبائل المتحالفة معه. والكل يرجعون الى القحطانية فأن طيئاً من قحطان ايضاً. فصار الكل يدعى باسم البطن (شمر) المنتصر على عدوّه وقيل للجميع (شمر) تغلبياً وإلا فلا تزال قبائل (عبدة) من شمر تمت الى القحطانية رأساً، وقبائل (الاسلم) الى طييء. وكذا (قبائل زوبع).

هذا هو الذي نراه جمعاً بين المحفوظ والنصوص المنقولة من طريق التاريخ.. وبسبب هذه الوقائع الوبيلة تمكنوا من ازاحة قبائل زبيد وقبائل طييء الاخرى كما مر.. ورئيس قبائل زبيد آنئذ واميرهم يقال له (بهيج) ويعد في نظر القبائل الزبيدية جداً لها، والحال انه كان رئيساً والى هذا اشار الشمري مفتخراً بهذه الوقعة والانتصار على القبائل الاخرى بقوله:

وكبلك بهيج حدّروه السناعيس

من عكدة ماتحلحل كناهـا(2)


يريد أن يهيجاً المذكور كان قبلك وقد أصابته الضربة القوية منا فأنزلناه من أجأ وسلمى (جبلي طييء) فلا نخشاك ولا نبالي بك وأنت أقل قدرة منه... ويراد بالسناعيس الذين ينتخون بالسنعوسية وهم قبائل مهمة من شمر...

وقولون بتكرار ان لفظ (شمر) ليس اسماً لقبيلة باعتباره جداً لها وإنما هو ناشيء عن الايعاز المذكور.

وأرى الذي أوقع في اللبس النقل المتقدم عن السويدي لأنه لم ينسبهما كما نقل عن الحمدانمي للسبب الذي ذكرته والحال انني نقلت في ما سبق في قبائل العراق القديمة عن نشوان الحميري ما نصه: "بنو شمر بطن من طييء" إلا أنه لم يصلهم بالبطون المعروفة. ويفسر هذا ما جاء في تاج العروس: "وشمر أيضاً اسم رجل قال امرؤ القيس:

فهل أنا ماش بين شـوط وحـية

وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا


قال الصاغاني: قال ابن الكلبي قيس بن شمر وأخوه زريق ابنا عم جذيمة ابن زهير بن ثعلبة بن سلامان الطائي."اه.

ومن هنا ظهر انهم بطن مستقلة وعرف طريف اتصالهم. وهذا جاء مؤيداً للمحفوظ الذي اتفقت كلمة المؤرخين عليه من أنهم من طييء، وتبين أنه اسم جد...

ان شمر من طييء وبالاتفاق مع بعض القحطانية أزاحوا طيئاً وزبيداً وحلوا محلهم.. واشتهرت تسميتهم بشمر وتغلبت على القحطانية، والكل الآن لا يفرق بينهم ويعدون من شمر، إلا أن القحطاني منهم معروف.
هذا مع العلم بأن التسمية بشمر كانت شائعة عند العرب فلم يبق مجال أن يقال أنه ناشيء عن الايعاز فهم بطن من طييء، وعرفت مكانتهم بين البطون المذكورة سابقاً...

2- بيت الرياسة (الجرباء- آل محمد)
كانت الرياسة ولا تزال في (آل الجرباء) وهم (آل محمد) من طييء قطعاً. ولم تفقد منهم الرياسة ولم تتحول إلى اليوم. أما امارة ابن رشيد فانها لم تؤثر على سلطتهم، وإنما كانت امارة ابن رشيد صولة وسطوة واسعة، لم ينالوها في سالف أيامهم وكانت وقتية ولأمد، وبانقراض آل الرشيد استمرت الرياسة في آل محمد ودامت فيهم. وسنوضح امارة الرشيد في موطنها.

والجرباء نبز وصل إليهم من أمهم، والعرب لا يزالون يتنابزون بأمثال هذه يقال أنها أصابها (مرض جلدي) فتركها أهلها ورحلوا إلى موطن آخر ثم تعافت فلزمها هذا الاسم. ومن عادة البدوان يتركوا المصاب بالجدري وما ماثله ويرحلوا عنه حتى يبرأ أو يموت تخلصاً من عدواه ويراقبونه من بعيد ويضعون له ما يحتاج من أكل وشرب. وقبيلة أمهم على ما هو معروف، محفوظة وهي من الفضول من طييء (من بني لام).

ومن القبائل القديمة التي سميت باسم أمها حندف، وبجيلة، وقبائل عديدة... وهذه التسمية أما لغرابة في الاسم، أو لنبز كما تقدم. وستمر بنا أمثلتها الكثيرة. وقد اتخذ هذه التسميات بعض أعداء العرب وسيلة للطعن بالأنساب ومن لاحظ تكوّن الأفخاذ، فالعشائر، والعمائر، والقبائل، وحدوث النبز لأدنى علاقة وسبب.. قطع لا وجود للأمومة (الطوتمية) عند العرب... ولا أثر لها في مدوّناتهم، وإذا كان هناك شيء قبل التاريخ لم نشاهد بقاياه... وهذه التسمية قديمة ترجع إلى أميرهم الأول محمد الذي يدعون به فيقال (آل محمد) والجرباء هذه أم سالم بن محمد المذكور وهو المحفوظ أيضاً ولم يقطعوا في صحة تاريخها لقدم العهد وهؤلاء لم يصح ما كان يشيع عنهم بعض العربان أنهم من الشرفاء ، أو من البرامكة، فعلقت في أذهان بعضهم... ونقل ذلك ابن خلدون في تاريخه وكذبه... فهم من طييء كما قال الحيدري: "وحمائهم من آل محمد من طييء"اه.

ويؤيد هذا ما قاله صاحب مطالع السعود (عثمان بن سند): "وقد سمعته- (بنية)- ينتسب إلى طييء القبيلة المعروفة.."اه(1) وقد ذكر صاحب (قلب جزيرة العرب(2" إن الجرباء من قبيلة سنجارة وفرّعها إلى (العامود) و(الجرباء) وبيّن أن من الجرباء آل حريز، والحسنة، والبريج. والمنقول عنهم ان سنجارة قبيلة زوبعية وترجع إلى الحريث من طييء والجرباء من طييء رأساً وأنها من بطونهم القديمة.

3- عمود نسبهم
هم (آل محمد) كما تقدم. ومحمد رأس عمود نسبهم وأقدم من عرف من أجدادهم ممن لا يزال محفوظاً إلى الآن... ونبدأ في تعريفهم من أحد أجدادهم مجرن بن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن محمد والملحوظ أن قد ابتلعت بعض الأسماء نظراً لعدم القطع الذي علمته من كثيرين منهم فلم يتمكنوا من الحفظ التام.

وفرحان بن صفوق أولاده كثيرون وهم: 1- عبد العزيز.

2- شلال. وهؤلاء أولاد درة.

3- فيصل.

4- عبد المحسن.

5- هايس. أولاد السرحة.

6- ثويني.

7- العاصي.

8- مجول. أولاد جزعة.

9- جار الله.

10- مطلك. ويقال له ابن العيط من زوجته بنت نوير العيط.

11- الحميدي.

12- زيد.

13- أحمد. ويقال لهم الباشات (أولاد الجرجرية).

14- ميزر.

15- سلطان وهذا ابن بهيمة بنت ابن جشعم ويقال له ابن الجشعمية.
من هؤلاء فيصل والحميدي وأحمد وزيد لا يزالون في قيد الحياة. وان عبد العزيز ترك عجيل الياور وهو (أمير شمر) اليوم وشيخ مشايخهم.

وهؤلاء نقول فيهم ما تيسرت لنا معرفته:

1- محمد
وهو الجد الأعلى الذي تسمت به فرقة الرؤساء فيقال لهم (آل محمد). ويقال أنهم كانوا سبعة من الأخوة أحدهم (الصديد) وهو جد (الصديد). وآخر هو جد البريج من الخرصة. والباقون ماتوا بلا عقب. ومن هذا يعلم أن (آل محمد) أو من يمتون إلى جد واحد هم هؤلاء.

2- سالم
وهذا هو المعنيّ بقول شاعرهم:

من دور سالم والشريف محنّا للجاسي ليان


حنّا جما غش العراك نلحكك على طول الزمان ومن هذا البيت يستدل البعض على أنهم من الشرفاء. والظاهر أنه يشير إلى وقعة جرت لسالم مع الشريف المعاصر له، لا باعتباره جداً لهم. وهذا القول للعاصي يقصد أننا من زمن سالم لم ينل مراسنا للقاسي الصعب المراس. وإنما نحن كحشرة العراق ويريدون بها (الأزريجي(1" نصل إلى غرضنا على طول الزمن وبلا استعجال. هذه الحشرة تقتل الابل على طول الزمن. يقول أننا ننتصر على عدوّنا ولو بعد حين فلا ينجو منا. وهذه حالتنا من زمن سالم. وقرن به الشريف للاشارة إلى وقعة كانت معروفة. والحق أن هذه الاناة والتوأدة أوضح صفة فيهم.

3- مانع
4- مشعل
وهذا يمتون إليه بالنسب الأقرب فيقال لهم آل مشعل. ونخوتهم الأخيرة نشأت من زمنه وهي (حرشة وأنا ابن مشعل) ويقول قائلهم:

مرد على سرد من أولاد مـزيد

حماة الدار لياجاه البلا من ضديده

اليجمع الوكرين بـيوكـر واحـد

العين توّه تهنّـت بـي رجـيدة

تصافوا الصيداد هم وآل مشـعـل

و تبشرت النـوك بـأيام عـيده


يقول شبان من أولاد مزيد على خيل سرد يحمون ديارهم إذا جاءها البلاء من عدوهم. وهؤلاء يجمعون بينهم وبين أقاربهم فيخشى الأعداء سطوتهم وتهاب بطشهم وينامون في رقدة هنيئة من جراء اتفاق آل صديد وآل مشعل فتبشرت النوق بأيام عيدها.

وآل مشعل هم آل محمد والصيداد آل صديد وهم من آل محمد، أو كما قلت سابقاً من اخوة آل محمد رؤساء الصايح على اختلاف في ذلك ويجمعهم مزيد وهو جد أعلى.

5- محسن.
6- مجرن.
7- الجعيري.
8- الحميدي
وهو والد فارس الجربا. ويعرف ب(الأمسح) لأنه ولد وعينه مسحاء فلم يظهر لها أثر. ويعد من مشاهير شيوخ آل محمد. وقد ترك أولاده ذكراً ذائعاً وهم مطلق وفارس ومن يليهم. وهم ألصق بنا وحوادثهم قريبة منا ولا تزال ترددها التواريخ أو تتناقلها الألسن.

ومن أولاد الحميدي (عمرو) ومنه آل عمرو وأخو فارس... ولا يزال فرعهم معروفاً..

9- مطلق
يعرف ب(أخو جوزة) وهذا أراد مهادنة الامام ابن سعود ولكن ابنه مسلطاً لم يرضخ لمطالب الامام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل. فشوق اباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه. وهذه مبادئ نزوحهم الى أنحاء العراق ومن بواعث الميل اليه.

وأساساً كانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الارم على الأمير ابن سعود وترغب كثيراً في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده...

وقد حكى عثمان بن سند حادثة له مع ابن سعود قال: "وأغار في سنة 1212ه-1798م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلق ابن محمد الجرباء نازلاً في بادية العراق. فلما صبحهم سعود فر منهم من فر وثبت من ثبت. فممن ثبت وقاتل جيش سعود مطلق جرباء فكّر على الفرسان مرة بعد أخرى. فكلما كرّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان. فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل..

وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلا أنه ودّ أسره دون قتله.

هذا. ومطلق من كرام العرب، عريق النجار، شريف النسب، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان. له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب.
وأما كرمه فهو البحر حدث عنه ولا حرج. وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامى في الارج وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين... (إلى أن قال):

يا بحر لا تفخر بمدك واقصـر

عن أن تضارع حاتمياً شمري

ما حل في كفيه مقسوم علـى

كل الأنام غنيهم والمعـسـر

ما ثم مأثرة سـمـت الاروى

مرفوعها عنه لسان الاعصـر

ففناؤه مأوى طـريد خـائف

وحباؤه مغن لضيف معسـر


انتهى ما قاله صاحب المطالع.

وأصل هذه الوقعة ان الحكومة العثمانية كانت تلح بازعاج لمحاربة ابن سعود والقضاء على غائلته، فقد كانت تعهدها من أكبر الغوائل في نظرها... فجهزت ثويني شيخ المنتفق قبل هذه الوقعة بسنة (سنة 1211ه-1797م).

خصوصاً بعد ان استولى ابن سعود على الاحساء وفر من وجهه آل عريعر أمراء بني خالد بقبائلهم ملتجئين الى العراق فاغتنم القوم هذه الفرصة... فلم ينجح بها ثويني وانتصر ابن سعود عليهم وقتل ثويني. فكان ذلك داعية الهجوم على العراق وذلك انه في رمضان هذه السنة (سنة1212ه-1798م) سار سعود ابن عبد العزيز آل سعود بجيشه وعشائره وأغار على انحاء المنتفق (سوق الشيوخ) فصبح القرية المعروفة ب(أم العباس) وقتل منها كثيرين... وكان الشيخ حمود في البادية فلم يدركه وعاد إلى أطراف نجد، ثم عطف وأغار في سنته على تلك البادية وقصد جهة السماوة وقد علم ان العربان الكثيرة مجتمعة في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فأغار عليها. وبين هذه شمر والضفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم... فكانت الوقعة التي قتل فيها مطلق الجرباء. والتفصيل في تاريخ العراق...

وله أيام منها يوم العدوة: وهذا ماء معروف وهو مزرع لشمر قرب بلد حائل وكان -كما قال الشيخ عثمان بن بشر- قد نهض سعود (سنة 1205ه-1791م) الى قبائل مطير وقبائل شمر ولستنفر أهل نجد وقصدهم في تلك الناحية فوقع قتال شديد فانهزمت تلك القبائل وقتل منهم قتلى كثيرة وحصل قوم سعود على غنائم كثيرة...

ثم أعادوا الكرة على جموع سعود وكان مقدمهم مسلط بن مطلق الجرباء وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان سعود فاراد أن يتم نذره فقتل...

والتفصيل في عنوان المجد. وقال ابن سند: "العدوة: لسعود بن عبد العزيز عليه (على مطلق). وفي ذلك اليوم قتل ابنه مسلط. وكان شجاعاً... طاعن ذلك اليوم حتى كف كل رعيل، وقرى كل ذابل وصقيل.. وأما مطلق فإنه في ذلك اليوم هزم الكتائب وأروى من دم الفرسان كل سنان وقاضب:

قوم إذا حربوا فآساد الشرى

وإذا هم أعطوا فابحر جود

يا عين إن ماتوا فقد مات الندى

فعليهم حزناً بدمعـك جـودي

خاضوا الوغى بصوارم وشياظم

قب البطون تؤم جيش سعـود

فتفرقت منه الكمأة كأنـهـم

نقد(2) نوافر من زئير أسـود

لاقاهم الأسد الضبارم مطلـق

فتلقوا بـشـلـيل قـعـود


فلما ضاقت على سعود الأوهاد والنجود، خان ابن هذّال(3) فلم يكن لمطلق مجال فنكص على العقب... ونجا هو وبنو عمه فاناخ رحاله في بادية العراق الى أن اخضر عيشه وراق."اه(4) وهذه الوقعة تعين تاريخ نزوحهم الى العراق (سنة 1205ه-1791م) ثم سار مطلق من العراق الى سورية وتوجه مع أحمد باشا الجزار الى الحج فرجع الى العراق وبقي في بادية العراق وله السلطة الكبيرة والنفوذ العظيم. ولما قتل رثاه ابن سند في قصيدة طويلة... والى المترجم ينسب آل(مطلك) "مطلق"...

ومنهم الآن سطام بن سميط بن سلطان بن فهد بن مطلك بن الحميدي...???

10- مسلط
هو ابن مطلق ويلقب بالمحشوش أي الغضوب. وهو شجاع مشهور بالبسالة وتفوق على كثير من القبائل كقبيلة بني خالد وكان رئيسهم ابن حميد آل عريعر وكان قد قال لابن حميد (ولد حمرة حزك) أي انهم يلتمسون الحسن والجمال دون عراقة النسب وطيب الأرومة. وكان قد أبرز لهم أمه وكانت بادية الأنياب مهولة المنظر فقال ان ابي التمس مثل هذه لتلد مثلي.

ومما يحكى عنه ان أمه كانت تخشى بطشه فتحذره. من ذلك انه سألها يوماً أي أشجع، هو أو أبوه؟ فلم تجبه فلما ألحّ عليها قالت له كل منكما شجاع وبعد الالحاح الزائد ذكرت ان أباه أشجع فضربها ضربة كادت تطير بأم رأسها. وكان قد تحارب أبوه مطلق مع إحدى القبائل فقتل له ولدان فحملهما على بعير ومع هذا لم يبال واتصل بأمهما في ذلك اليوم فولدت مسلطاً هذا فصار من تلك العلقة وشاعت أخباره...

وهو مشهور بالكرم. أجرى السمن سواقي وصار يأكله الضيوف مع التمر وقد شاهد كرمه الأعداء والأقارب... توفي قبل أبيه كما أشير الى ذلك فيما مر.

ويحكى عنه أنه حينما قوى أمر ابن سعود وأمر بجز الشعاف وتأدية الزكاة امتنع أن يتكلم مع أحد وصار يراقب على رجم (تل) يبقى فيه طول النهار وقسماً من الليل فحسبوا أنه عاشق أو مختل العقل فأرسل إليه أبوه أن يأتيه ويطيع أوامر ابن سعود فأبى وضرب عبد ابن سعود. فأدمى جبينه. وحينئذ غضب الأب وتناول سيفه وتقدم إليه قاصداً قتله فقال مسلط:

نطيت راسي مشمخرات العراجيب

الرحم الطويل النايف المجلح الزي

ونيت ونه ما تهجـع بـهـا الـذيب

وأوجس ضلوعي من ضميري تنز

اشجي لاخو جوزة(1) ستر الرعابيب

الحر عند دار المـذلة ينـز

ليصار ماناتي سواة الجلالـيب

وكلايع بايمانـنـا نـبـزي


يريد اعتليت عراقيب عالية وهناك ترى انيني لا يهجع له ذئب ويكاد قلبي يلتهب لها... أشكو لابي صيانه عرضي، والحر لا يرضى بدار الذل والاهانة... ولو منعنا من الغزو، فلا نستطيع ان تكون غنائمنا في تصرفنا.. فما حياتنا حينئذ وما عيشتنا...! وحينئذ أدرك الأب مرامي ولده فاجابه:

اصبر تصبرّ واجمع الخبث للطيب

وهذي حياة كل ابوها تـلـز

أخاف من كوم روسها جاليعابـيب

وسيف على غير المفاصل يحـز


يقول لابنه ناصحاً له اصبر وتأن في الأمور، واجمع خبثك الى طيبك، والحياة هذا شأنها، والسياسة ضرورية. وإنما أنا خائف من هؤلاء القوم فيها، وأخشى أن تحز سيوفهم غير المفاصل...!! والمغزى ظاهر، والنصح بيّن ولكن ابنه أبى أن يقيم في دار زعمها دار هو ان له ولم يفكر بابعد من هذا..

فكانت هذه الوقعة على ما يحكى -منشأ الحروب فيما بينهم وبين ابن السعود...

وقد قيل بعض الشعر في ابن السعود وفيه بعض التهجمات تجاه تبدل الحالة الغير المألوفة مما حفظه قصاد شمر وكثير من أفرادهم... إلا أن هذه كانت أوقات نزاع وحرب وفي مثلها تظهر الخصومات في الشعر والكلام فضلاً عن الأفعال وامتشاق السيف وهز الرماح.. ولكنها لا تلبث أن تزول، فلا تقلل من فضل آل السعود وخدماتهم الجلي لتوحيد القبائل العربية وجمع شمل البدو واتفاق الكلمة مما دعى الى تمكنها في جزيرة العرب واخلاصها العظيم في حماية العقيدة.

قتل مسلط سنة 1205ه-1791م كما ذكر اعلاه..

11- عمرو بن الحميدي
واليه تنسب الفرقة المعروفة ب(آل عمرو) ولا تزال قائمة برأسها.

12- شلاش بن عمرو
وهذا معلوم عنه الكرم. ويقال له (تل اللحم) اشارة الى ما يقدمه الى الضيوف. قتل قرب هور عقرقوف، في محل يقال له (ابو ثوب) وقبره هناك.

13- فارس آل محمد
جاء هذا ومطلق وسائر اقاربهم وأهليهم الى أرياف العراق، فرحبت الحكومة بهم. ووقائع شمر في العراق تبتديء في الحقيقة من فارس هذا. وفي زمنه استقرت قدم شمر ونال فارس شهرة فائقة. وكان النفوذ في بغداد لآل الشاوي وقبيلة العبيد التزمت الحكومة فاعتزت بها...

والمحفوظ عن بعضهم ان ابراهيم بك ابن عبد الجليل بك هو الذي جاء بفارس الى العراق لمصلحة عداء ابن سعود، ولسحق العشائر وما ماثل. والصحيح ما قدمنا، وان ابراهيم بك ينتسب الى شمر من (الجعفر) الذين منهم آل الرشيد.

وبسبب هذا الرئيس اعني فارساً خضدت شوكة قبيلة العبيد نوعاً بل كادت تمحى لولا أن يتوالى نبوغ رجال مشاهير من آل شاوي يساعدون قبيلتهم العبيد في حين ان هؤلاء البدو لا ناصر لهم غير قوة ساعدهم وتمرّنهم على الحروب والذكاء الفطري في معرفة الوضع السياسي للحكومة فاستغلوا الحالة عن معرفة وخبرة فنالوا مكانتهم الممتازة لدى ولاة بغداد. وكانت الحكومة ترغب في إمالة قبيلة عظيمة مثل هذه اليها واستخدامها على العبيد والقبائل الأخرى وكانت تخشى بطشهم وترهب سطوتهم.. وهي أيضاً في حاجة لمعرفة ما يجري في جزيرة العرب وهذا ما كانت تنويه في بادئ الأمر ثم التفتت الى الأوضاع الأخرى في حينها... أو أنها نظرت للأمرين معاً.

وكل آمالها مصروفة الى محو البعض بالبعض تأميناً لحاكميتها وتأييداً لسلطتها وقهرها للأهلين. ولذا قامت بعد ذلك بوقائع تؤكد نواياها وتبين وضعها وسائر مطالبها وأغراضها نحو الأهلين. وأول ما رأته الحكومة من فارس الجرباء -عدا ما ذكر- وهو ما حدث سنة 1213ه-1798م زمن الوالي سليمان باشا الكبير فانها أرادت الوقيعة بابن سعود فجمعت كل ما استطاعته من قوة عشائرية وعسكرية فكان فارس الجرباء بعشائره وكذا شيخ المنتفق بمن معه من قبائل ومحمد بك الشاوي وجماعات كثيرة جعلهم الوزير تحت قيادة علي باشا الكتخدا. إلا ان هذا لم يكن عارفاً بالأمور الحربية ولم يسمع نصائح اكابر رجاله من رؤساء القبائل المتمرنين على حرب أمثال هذه خصوصاً الجرباء. وفي هذه الوقعة لم يسجل التاريخ سوى غارة على قبيلة السُبيع فغنم منهم ابلاً وشاءاً. وفي هذه الغارة كان فارس وابن أخيه بُنَيّة بن قُرينس غنموا ما غنموا وقتلوا من قتلوا من قبيلة السبيع وعادوا ولكن الكتخدا خذل في هذه الحروب وخسرت الحكومة خسائر فادحة لا تقدر ولولا العشائر معه لدمّر شر تدمير. فانتهت بالصلح الظاهر والمغلوبية الحقيقية التامة... وقد أوضحت هذه في موطنها من تاريخ العراق.

وفي عام 1216ه-1801م أغارت سرايا من أهل نجد على العراق فأرسل الكتخدا علي باشا لمقاتلتهم محمد بك الشاوي وفارس الجرباء ومعهما عسكر الوزير فوجدوا القوم قد تحصنوا بالرواحل وشمروا عن ساق الحرب بالبنادق والمناصل فأحجم من أرسله الكتخدا ورأوا ذلك أحمد فرجعوا إلى شفاثى (عين التمر) كارهين النزال فأنّبهم ابن سند في تاريخه بقوله:

رأوا البيض مصلتات فظنوا

أنها أنؤر بلـيل تـشـب

فانثنوا يهرعون عنها فهـلا

وردوها وبالشياظم خـبـوا

انكوصاً عن أن تراق نفوس

بسيوف على الرؤوس تصب


هذا ولم يعلم ابن سند ان المخاطرة بلا أمل نصرة شطط وكان الجيش منهوك القوى فصادف على حين غرة أناساً مستريحين وقد عقلوا ابلهم وصاروا ينتظرون الحرب بهدوء وراحة فكف الجيش عن قتالهم ومال إلى جانب للأسباب المذكورة ولأحوال حربية... والظاهر أنهم أرادوا أن يسحبوا عدوّهم بحيلة حربية فيعقبوا أثرهم فلم يحصل مطلوبهم ولم يفلحوا. فانقضت الوقعة بسلام...

ولم يقف فارس الجرباء وقومه عند هذا الحد بل ازداد نفوذهم فإنهم أزاحوا العبيد وغيرهم وتمكنوا في مواطنهم، جاءوا بين النهرين -الجزيرة- في باديء الأمر بقصد أن يردوا المواطن وبعد ذلك جاءهم فارس بقوم كثيرين فوقعت بعض الحروب المؤلمة...

ومما تناقلته الألسن أنه حين ورود فارس الجزيرة دعا رؤساء القبائل المجاورة وقدم لهم منسفاً كبيراً جداً (جفنة) فيه الطعام الكثير وفي أطرافه سكاكين مربوطة بأمراس لقطع اللحوم، فاستعظموا ما رأوا وحسبوا الحساب لما وراءه وكان بين المدعوين رؤساء العبيد والجبور. وإن رئيس قبائل الجبور أبى أن يأكل بحجة أنه صائم لئلا يمنعه الملح والزاد من أن يوقع بهذا الرئيس أو يغدر به وشاور أصحابه فيما أضمر له في أن يقتلوه فيأمنوا شره قبل أن يتوارد إليه قومه ويعظم أمرهم. فلم يوافقه سائر الرؤساء لأنه نزيل ولأنه لم يأت محارباً فاضطر إلى العدول عن رأيه...

ومن ثم تواردت شمر حتى عظم أمرها، واحتلت الجزيرة، فدفعت هذه القبائل إلى أنحاء مختلفة، فمالت قبيلة العبيد إلى الحويجة، وأزاحت البيات إلى أماكنهم الحالية. وهكذا جرى على الجبور فتفرقوا...

وفي هذه كان الايعاز من الحكومة فأغرت على هذه القبيلة، وقد صور ابن سند مكانة فارس آنئذ فقال: "كانت لفارس وابن أخيه بنية أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة"اه. فتقلص ظل العبيد وكاد يمحى فعبروا إلى الحويجة. ولا يزالون بها إلى الآن وان رؤساء القبيلتين يذكرون هذه الوقائع التي ولدتها السياسة واستغلت القدرة من احد الجانبين للوقيعة بالآخر. وما ذلك إلا نكاية بآل الشاوي.

ولكن الحكومة لم تر من شمر النتائج التي كانت تأملها فرأتهم أصعب مراساً ولم يكونوا تابعين لكل أمر..

وكانت وقيعة الوالي علي باشا بمحمد وعبد العزيز آل الشاوي حدثت في أوائل حكومته، كان قد ذهب بنفسه إلى سنجار. وبعد أن رحل غضب عليهما فخنقهما سنة 1218ه-1803م وحينئذ قدم فارس الجرباء وابن اخيه بنية المذكورين فمحا بيت الشاوي وناصر رؤساء (شمر). ومن هؤلاء فرع لا يزال معروفاً ب(آل فارس). ومنهم مجول بن محمد الفارس...

14- قُرينص
ويلفظ كرينص كما هو عادة تلفظ البدو والحضر. وقد ضبطه ابن سند بضم القاف وفتح الراء فياء ساكنة فنون مكسورة فصاد ولم يذكر له من الوقائع شيئاً مهماً.

15- بنية.
هذا هو ابن قرينص. ويقال له الأشمل أي أنه يزاول أعماله وحوبه بيده اليسرى (شماله) ويقال لفرسه (الجنيدية) نوع من الخيل معروفة وضبطه ابن سند بضم الموحدة وفتح النون وتشديد الياء ويليها هاء التأنيث. من فرسان العرب وكرمائهم كانت له كعمّه فارس أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة. أما كرمه فهو الغيث بل البحر الخضم. وأما منع الجار.. فهو منه في الذروة والناس إنما يحذون حذوه..

وأما النسب فهو من بيوتات العرب:

تنميه للشرف العالي بنو ثعل

أسد الشرى وسراة القادة الأول

النازلون من البيداء فوق ربـا

والشائدون بيوت العز بالأسـل

الناحر وجزر الأضياف نحرهم

أسد العرين بما سلوا من النصل

والمانعو الجار بالأسياف لامـعة

بين الخميسين والعسالة الذبـل


وبنية هذا عبر من الجزيرة لغربي الفرات عندما تولى وزارة بغداد سعيد باشا لما بين عمه فارس وآل العبيد من الضغائن لاسيما اميرهم قاسم بن محمد الشاوي. وقد كان سعيد باشا ولي زمام اموره لقاسم فلما بين فارس وقاسم المذكور لم يستقر بنية في الجزيرة فنزل بعشيرته على خزاعة في سنة 1231ه-1816م ليكتال ومن ثم حدثت المعركة التالية وذلك: ان شيخ الرولة من عنزة المعروف بالدريعي أرسل الى حمود بن ثامر شيخ المنتفق فاستنفره فنفر بفرسان عشيرته لمساعدة الدريعي لما بينهما من الائتلاف. وكذلك خرج عسكر الوزير سعيد باشا وهم عقيل وكبيرهم قاسم الشاوي فقامت الحرب على ساق وقائد شمر بنية وهذا ما كر على جناح أو قلب إلا هزمه حتى تحامته الفرسان فقدر الله عليه في بعض كراته أن أصابته رمية بندقية فخر من صهوة فرسه قتيلاً. ثم قال صاحب المطلع أيضاً: ولما لبنية من المكارم والشجاعة وارتفاع الصيط وللمودة بيني وبينه رثيته ارتجالا...(2) وذكر قصيدة طويلة مطلعها:

قضى فلدمعي في الخدود سفوح

هزبر عليه المشرفـي ينـوح

أغر كريم النسبتين من الأولـى

فخارهم كـالـنـيرين يلـوح


وجاء في عنوان المجد في تاريخ نجد أنه كان لحقه فارسان فلما أحس بهم أو أنهم دعوه للمبارزة جذب عنان جواده جذبة منكرة ليجرفه عليهم فرفعت الفرس رأسها ويديها وسقطت على ظهرها إلى الأرض وهو فوقها فصار تحت السرج والفرس فوقه فأدرك وقتل(3). وكان عمه فارس معه في هذه الوقعة.

وأما أثر قتلته هذه فكان كبيراً وله وقع في نفوسهم.

ومما قاله ابن عجاج في وقعة المنتفق هذه مقابل انتصارهم الأول على آل الشاوي يخاطب شيخ المنتفق ويذمه على افتخاره في قتلة بنية. وكان هارباً من آل محمد ونزيلاً عند المنتفق. ينقلون أنه قال:

خذلـت شـيخ دوم يخـذلــك

وعطيت له حبل الشرك وثم كفيت

تسعين راس من كومك غدت لـك

وشعاد يا خصّاي الـدياج سـويت


يرمي البدوي قبائل المنتفق في خصي الديكة وهذا ما يتهمهم به ويعده أمراً معيباً... ويقول خذلت شيخاً كان يخذلك دوماً وقد قتل تسعين من قومك فماذا فعلت...؟! وعلى كل حال كانت وقائعه مشهورة. ولكن نهضة آل الشاوي للمرة الثانية مما ضعفت من عزمه فتألب القوم عليه وحارب حتى قتل بمناصرة من الحكومة والمنتفق وعنزة.. وإن عمه كان ولا يزال حياً ومعه في هذه الوقعة..


وقد مضت مدة حتى استعادوا مكانتهم أيام داود باشا وبهم استعانت الحكومة وبغيرهم من العشائر على حرب العجم في أيام الشيخ صفوق (صفوك) ابن فارس وهذه المغلوبية التي أصابت بنية لم تؤثر على قبائل شمر وإنما هي حرب مبارزة ولم تكن حرباً حاسمة..

16- صفوق
وهذا أشهر من نار على علم وقد لقبته الحكومة بلقب (سلطان البر) سنة 1249ه-(1835م)، خلف بنية ابن عمه في مكانته ونال حظوة لدى الحكومة ايام داود باشا الوزير.

هذا وتكاثرت المدونات في أيامه أو أن الذي وصلنا أكثر لقرب العهد. ويمتاز بالممارسة على الحروب أكثر ممن سبقه، وتدابيره في سوق الجيش مهمة. ولا ينكر لأمثال هؤلاء أن ينبغوا في أمر الحروب وقد ذاقوا حلوها ومرّها ونالوا منها الامرّين واعتادوها. فالفطرة السليمة، وعيشة البادية، والرياسة، والتمرن الزائد في أمر الحروب، والذكاء المفرط، مما يعوض نوعاً عن التجارب الفنية خصوصاً إذا كانت ترافقه رباطة جأش، وصبر على المكاره، وانتباه قد يحصل ببضع وقائع محفوظة مع الحالة العملية، فيعوض عن دراسات عديدة، وقضاياهم لا تحتاج الى ما يحتاج اليه في الحروب المنظمة...

وإذا كان المرء مشبوعاً بحب الحروب ومائلاً إليها بكليته، وبيئته مساعدة للقيام بأمرها دائماً، أو مراعاة ما يعوض عنها من مطاردة الصيد أيام السلم، فهناك حدّث عن الشجاعة، وعن الخطط الحربية، والتدابير الصائبة ولا حرج. ولو دوّنت وقائعهم التي يقصونها، والوسائل التي يتخذونها لتنفيذ خططهم لهال الامر أو لحصل الاذعان في الكفاءة لهم والمقدرة.

ومن المؤسف أن تصرف الهمم لأمثال هذه الأمور في غزو بعضهم البعض وكل واحد نراه ماهراً فيما زاوله. والخطر والصعوبة في أن ينال الواحد من الآخر حظه... ومترجمنا هذا يعد في طليعة شجعان العرب وأكابر قوادهم ولو وجد له تربة صالحة وبيئة مناسبة لظهر أعظم.

وقعته مع العجم: وقد قال صاحب المطالع في حوادث سنة 1238ه-1823م عن وقعة العجم التي حدثت سنة 1237ه-1822م: "أخبرني ثقات عدة أن صفوقاً غزا ابن الشاه وعبر ديالى بفوارس من عشيرته الى ان كان من عسكر ابن الشاه بمرأى فركب فرسان العسكر لما رأوه وكرّوا عليه فاستطردهم حتى عبروا ديالى وبعدوا عنها فعطف هو ومن معه من عشيرته ومن الروم عليهم فادبرت فرسان العجم وقفاهم فوارس شمر وقتلوا منهم من ادركوا وأتوا بخيلهم وسلبهم... وأخبرني غير واحد أن هذه غير الأولى التي ذكرها المؤرخ التركي."اه. والمحفوظ في هذه الوقعة انها كانت بالاشتراك مع قبيلة العزة وأنهم أبلوا فيها البلاء العظيم فتكاتفوا على عدوهم وعولوا على أنفسهم ولا ناصر لهم من جيش الروم (الترك العثمانيين) واذا كان معهم من عقيل بعض افراد فلا تعطف لهم أهمية...

وشمر هؤلاء في حروبهم يهارشون المقابل ويطمعونه في النصرة دون غلبة قطعية حتى يأتوا إلى مجال الطراد وموطن العطفة -كما عبر ابن سند- فيعودوا الكرة على عدوّهم. ولذا يسمون أهل (العادة) وهكذا فعل صفوق في ترتيب خطته ونجاحها وهم أكثر تعوداً لها وأساساً من صغره يزاولها.

وتفصيل الوقعة في تاريخ العراق بين احتلالين.

وقد مدح ابن سند وقعته هذه مع العجم ومؤازرته للوزير وبيّن أنه كان قائد الجيش ومعه العشائر حتى قال: "ولما نصر صفوق هذا الوزير... أقطعه عانة وما يتبعها من القرى فنال منزلته عند الوزير فعادى أعداءه ووالى أوليائه...

وأما كرم صفوق فمما سارت به الأمثال وأقرت به الأمثال..."اه(2) ولصفوق هذا مع قبائل عنزة وقائع أشهرها:

1- يوم بصّالة. وهو يوم انتصر فيه شمر على عنزة سنة
1238ه-1823م...

2- في السنة التالية انتصرت عنزة عليهم وهي عام 1239ه-1824م.
وفي هذه الوقعة الأخيرة انكسرت شمر فشد الوزير عضد كبيرهم صفوق... كذا قال ابن سند. ولا محل للتفصيل هنا.

وعلى كل حال ان كسرة شمر هذه المرة لم تكن القاضية وإنما هي على عادة العرب في قولهم (الحرب سجال). ولذا لم تتركهم الحكومة وإنما أخذت بيدهم فاستعادوا مكانتهم الأولى فقاموا بمهماتهم الحربية مع العشائر المناوأة.

وكان للحكومة من العشائر ما هم بمنزلة جيش متأهب للطوارئ وحاضر للكفاح والاستنفار...

وحوادث صفوق الأخرى من هذا النوع. ومنها ما يتعلق بالقبائل الشمرية ولكن حادثة سنة 1249ه-1833م تدل على انه بقى على ولاء داود باشا الوزير وكره حكومة علي رضا باشا اللاز فلم يذعن له.

وذلك ان والي الموصل يحيى باشا كان أيضاً على رأي الشيخ صفوق الفارس وكانت بينهما مراسلات. حث صفوقاً على القيام فناوأ الحكومة وتمكن من قطع الطريق بين بغداد والموصل وصار يتجول بين النهرين فجمع قوة كبرى وجاء إلى قرب الامام موسى الكاظم فحارب علي رضا باشا الوالي وجيش الحكومة وأمله كبير في أن ينكل بالقوة التي أمامه ويستولي على بغداد فكان لهذا الحادث وقع عظيم في نفس الحكومة... وفي نتيجة هذه الحرب اضطر الشيخ صفوق على الانسحاب وترك الأثقال... ولما أطلعت الحكومة على نوايا والي الموصل عزلته وعينت مكانه سعيد باشا الوالي السابق وكان في بغداد.. إن الحكومة بعد وقعة صفوق هذه مع علي رضا باشا اللاز قد احتالت فقبضت عليه وأبعدته الى الأستانة ومعه ابنه فرحان باشا وكان صغيراً تعلم التركية خلال بقاء والده هناك. وكانت المدة التي قضاها ثلاث سنوات. ومن غريب ما يحكى عنه أنه جاء إلى السلطان بتوسط الشريف عبد المطلب فدخل عليه وعندئذ صار ينظر يميناً وشمالاً. وهذا ما دعا ان يغضب عليه السلطان مرة أخرى ويطرده من عنده ولم يدر السبب في حين انه كان يأمل أن يكرمه. ذلك لما رآه السلطان منه من سوء الأدب... هكذا كان يظن السلطان فيه ولم يدر انه بدوي، وأمثاله لا يعرفون مراسم التشريفات.. والحكومة أساساً لا تعرف تقاليد العرب وعاداتها فلا يستغرب من السلطان ان يعتقد فيه ما اعتقد وهو بعيد عن البداوة، ولم يتعود التجول، ولا السياحات الوطنية على الأقل... ولا بيده من كتب العشائر ما يبصره باوضاعهم... وقد رأينا من المغفور له الملك فيصل صبراً عظيماً من جفاء العشائر وخشونتها وهو يسمع جميع هوساتها... ويتلقاها بكل سعة صدر وارتياح، لانه عارف بهم وبضروب طباعهم واحوالهم.

ثم انه توسط له الشريف مرة ثانية في الدخول فوافق السلطان. ولكنه حينما جاء الى الصدر الاعظم صار يوصيه بمراعاة المراسم اللائقة وان لا يرفع بصره ولا يلتفت الى جهاته... فقال لا ادخل، ولا فائدة لي من ذلك الدخول وحينئذ ارجح البقاء لأني سوف أذهب الى قبائلي واحدثهم اني رأيت السلطان وشاهدت بلاطه وما فيه من كذا وكذا... ولو قلت لهم اني خرجت كما دخلت فلم أنظر شيئاً فحينئذ لا يصدقونني بل يكذبونني وقالوا لا نصدق انك دخلت..

فاوصل خبر ذلك الى السلطان فاستانس بما قصه. وسمح له ان يدخل واذن السلطان له بمشاهدته وان يتفرج على الأماكن الأخرى والنظارات (الوزارات) وكل المباني البديعة، والقصور الفخمة والآثار.. عفا عنه السلطان، واختبر هو الوضع من جهة، ومن أخرى ان قبيلته معتادة الغزو والنهب ولا يمكن تعيين أي السببين قد دعا لقيامه على الحكومة مرة أخرى زمن الوالي نجيب باشا. ويقال في هذه المرة لم تعلن الحكومة مطاردته وانما اتخذت طريق المسالمة والحيلة للقبض عليه وأرسلت اليه رؤساء القبائل المشهورين لتقريبه من الصلح والانقياد والطاعة، فجاءوا به كمطيع، مسالم لها ومنقاد. فلما وصل الى هور عقرقوف وقارب بغداد سلّ محمد بك سيفه عليه وضربه فقتله غدراً وعلى غفلة منه...

وجاء في تاريخ لطفي: محمود بك والصحيح محمد بك ابن محمد بك. مات ابوه وهو في بطن أمه فسمي باسمه، وانه من آل سيد بطال المشهور عند الترك وبيد ابنه حسين فرمان ينطق بذلك فقد كان اولاً باشبوغ في ايام الهايتة، وانه عين الى العونية برتبة ميرالاي عند تأليف العساكر النظامية، وان ختمه كان (بنده صمد السيد محمد). توفي حوالي سنة 1306ه-1889م ودفن في الشيخ معروف وأولاده احمد توفي صغيراً، وعلي توفي بلا عقب، وحسين ولد سنة 1298ه-1881م تقريباً ولا يزال حياً ومنه علمت بعض الايضاح عن والده بالوجه المذكور...

وكان محمد بك شاباً حين الوقيعة ومن ثم سمي ب(كنج أغا) لاكتسابه هذا المنصب شاباً.

وكان الشيخ صفوق قد قضى أكثر ايامه بالحروب فهو متمرن عليها، ولا يستريح بدونها. وقصصه أشبه بقصص الابطال القدماء وحروبهم، ومجالس شمر لا تخلو في وقت من ذكريات بسالته، والتغني بمآثره ومناقب شجاعته..

واليوم بيت الرياسة العامة على شمر في (آل صفوق).

قيل كان قتل صفوق على يد الأتراك بالوجه المذكور سنة 1840-1841م كما جاء في كتاب عشائر سورية وفيه نظر. لأن وقائعه مع علي رضا باشا بعد هذا التاريخ... كما رأيت... ومن أولاده: فرحان، وعبد الكريم، وعبد الرزاق وفارس (والد مشعل باشا).

وممن رثاه ردهان بن عنكة قال:

ونـيت وانـا مـن غـفـيلـه

ونة عجوز وكفت بالمـتـاريس

لكت ولدها غادي مـع حـلـيلـه

وعكب الطرب بدلت بالهـداريس

واويل كيل صفوك واطـول ويلـه

ويل يموّس بسرة الكلب تمـويس

من غبت عنا يا ابن اخي سبـيلـه

غاب السعد عن نزلنا والنوامـيس

ونجفل جفيل الصيد ونرتع رتيعـه

وصرنا مثل فرج المواعز بلا تيس


أنت وانا من غفيلة أنة عجوز وقفت بالمتاريس وقد وجدت ابنها قد ذهب وحليلته معه فابدلوا الطرب بالهلاك. ويلى على قالة صفوق ويا طول ويلي عليه، فاجد سرة قلبي تتقطع تقطيعاً حزناً عليه، وألماً لمصابه... ولما غبت عنا يا ابن اخي سبيلة ذهب السعد عن ديارنا والذكريات المشرفة، وصرنا نجفل جفلة الصيد ونرتع رتيعه خائفين وجلين، ونحن كقطيع المعز لا رئيس لنا...

ولم نتمكن من ايراد جميع ما قيل فيه من المدح في حياته. فان ذلك يحتاج الى سعة زائدة والى طول اقامة في البادية. وقد كتبنا ما حضرنا من محفوظات البدو وغاية ما يقال فيه انه خلد صيتاً مقروناً بالكرم والشجاعة والعز، واعاد للعرب مجد شجعانهم الأقدمين وطيب اخبارهم.

17- فرحان باشا
هذا ابن صفوق. وكانت وجاهته عند الحكومة رفيعة. ولم يقع له من الحوادث ما يكدر صفو الأمن ولا عرفت منه معارضة للحكومة. وان الحكومة العثمانية انعمت عليه برتبة باشا وكان قد ذهب مع ابيه صفوق مبعداً الى الأستانة كما ذكر. والمعروف عند البدو انه صاحب بخت (حظ). ويدعو البدو دائماً ببخته فيقال (يا بخت فرحان).

وكانت مشيخته وعلاقته ببغداد. وله راتب منها وهو في خدمتها للأمور المدلهمة...

نعم انه سالم الحكومة. ولذا راعت جانبه ورضيت عنه. وكان يساعد الحكومة اذا كان قريباً منها أو أخوه عبد الكريم اذا كان الحادث قريباً من ارفه...

وقد ترك فرحان باشا اولاداً كثيرين وقد بينّاهم عند ذكر سلسلة بيتهم.

18- عبد الكريم
وهذا ابن الشيخ صفوق. اشتهر اسمه ونال مكانة معروفة وكانت مشيخته في ارفة وله راتب. وهو أخو فرحان باشا. ويعرف (بالشيخ) فالقبيلة تعرف هذا شيخها فسمي أولاده (بالشيوخ) وقد شنق سنة 1868م بعد ان احاق بالموصل خطراً... وقد اتخذت الحكومة التدابير للوقيعة به بعين ما قامت به في حادث صفوق او قريب منه...

وهذا ترك محمداً، وعبد المحسن، وصفوقاً ولهؤلاء أولاد.

ومما قيل في عبد الكريم:

عبد الكريم اليارجب يعبـوبـه

ليجن رجله عند الكفا عايبـه

جده من امه من موارث حاتم

وابوه شيال الحمول النوايبـه

حامي الرمك معطي الرمـك

له هدة تكثر بها الجنـايبـه

لو يكضب الياكوت ما عيابـه

تلكى الندى بين الحاجبين رايبه


يقول: كأن عبد الكريم قد عيبت رجله حينما نراه راكباً جواده، وجده لامه من ذرية حاتم وابوه القائم بالاعباء الثقيلة، حامي الخيل، ومعطي الصواهل، وان هدّته (صولته) تكثر فيها الجنائب (الغنائم)، ولو امسك على الياقوت لما حرص عليه، وتجد الكرم معتاده...


ومما قاله فجمان الفراوي من المطير في عبد الكريم:

نبي ناخذ على الهجـن سـجـه

من بين ابو بندر وبين الامـام

ونبي ناخذ على الهجن هجـه

لديار سمحين الوجيه الاكـرام

ترى الكرم ما به عجه ولجـه

ولا احد يغالطهم جنوب وشامي

مكابل الجربان فرض وحجـه

هل السيوف اللي تكص العظام


قال نريد نأخذ شوطاً على الهجن (الابل) بين ابي بندر وبين ابن سعود الامام، ونبغي نمضي بهن غارة ملحاحة الى ديار سمحي الوجوه الكرماء. اعلم ان ملاقاة الجربان (آل محمد) فرض وحجة، وهم اصحاب السيوف التي تقطع العظم..

وان ولده فارساً عاش أيضاً مسالماً للحكومة ومراعياً جانبها وهو شيخ شمر في انحاء سورية، صاحب مقام رفيع هناك. وممن جمع صفات الرجولة والدهاء وحفظ الوقائع الماضية وعلاقة القبائل الأخرى بهم ولكنه دائماً يود ان يظهر علو قبيلته على سائر القبائل...

19- فارس
هو ابن صفوق ووالد مشعل باشا. كان قد جاء عالي بك والي طربزون السابق ومدير الديون العمومية بسياحة رسمية الى بغداد دوّنها في كتابه المسمى (سياحت زورنالي) المحرر باللغة التركية والمطبوع عام 1314ه-1897م كان قد كتبه كرحلة عن سنة 1300ه-1883م الى سنة 1304ه-1887م مبيناً ما رآه في طريقه من الأستانة الى بغداد فالهند(3). قال: "قد ذهبت لمواجهة الشيخ فارس الجرباء -بعد مروره من ماردين- فاستقبلنا ابنه محمد (ومحمد هذا ليس ابنه وانما هو ابن اخيه عبد الكريم) وادخلنا خيمته. وهي من شعر وطولها من 60 الى 70 ذراعاً وعرضها من 25 الى 30 ولها عمد كثيرة وهي جسيمة جداً. (وقد وصف بيوتهم وطعامهم وقهوتهم(4) ومجلسهم ولكنه لم يعرف العربية أو أن المجلس كانت فيه الرسمية غالبة لم يتحدث القوم في مطالب لينبه عليها الا انه قال): وفي مجلس الشيخ فارس نحو 60 من الرؤساء وقال: لم يكن عند العرب هناك ما يدعو للتكريم والمراسم للقيام والقعود. فلا نشاهد قياماً لديهم (والظاهر ان السياح الموما اليه لم يعلم ان الجالس معه لا يوجد اكبر منه ليقوم له. وطبعاً تستولي الحشمة على مجلسه خصوصاً انهم رأوا غريباً عند شيخهم او بالتعبير الصحيح اميرهم) وقال: كان بعضهم يتعاطى شرب النارجيلة، والأصوات بينهم تعلو ويتكلمون جميعهم معاً فيكثر اللغط في معاشرتهم (لم يعرف الحرية عند البدو ولا قدر سلطة الرؤساء وانها محدودة إلا بحق) ثم تغدى ووصف المنسف المقدّم له وان الشيخ كان يدعو جماعات بعد اخرى للأكل الى ان بقي منه القليل فدعا الصبيان. وهؤلاء دخلوا نفس المنسف وأكلوا فيه لأن أيديهم لا تصله نظراً لعظمه. ولما رأى المنسف وعظمه وانه مملوء ارزاً ولحماً اخذته الحيرة وصار ينظر في وجه صاحبه كأنه يشير الى عظمته. وقال: ان الشيخ فارساً كنا قد ألححنا عليه فأبى أن يأكل معنا وقال هكذا اعتدنا حتى انه مما دعا لحيرتهم انه بقي واقفاً طول جلوسهم للأكل وبقي في خدمتهم بنفسه شأن العرب مع الضيف العزيز. ولكن لما رأى الاصرار الواقع منه دعا من يأكل معه من الحاضرين نحو 7أو 8 قال أكلوا معنا بالخمس.! ثم يقول وبعد ان ودعنا ومضينا راجعين من عنده لمسافة جاءنا ابنه (ابن اخيه) محمد وقدم لنا حصاناً. وكنا قدمنا له بندقية... ولما كنا اكرمناه البندقية قبلنا هديته هذه بشكر".اه ملخصاً.

وهذا هو والد الشيخ مشعل باشا. ومن قول هذا السياح التركي وما رآه من الحاج الشيخ فارس وتقديم الطعام له واكرامه بفرس عربي ووصف مقامه تعرف مكانة سائر شيوخ شمر.

وللشيخ فارس هذا -عدا مشعل باشا- من الأولاد ملحم، ومسلط والحميدي.

20- فيصل بن فرحان باشا
قد شاهدته مراراً ولا يزال قوياً بالرغم من أنه طاعن بالسن. وهذا لم اتمكن ان اعرف منه أكثر من حوادث الغزو. فاذا تجاوزت ذلك يقول لي اسأل عجيلاً (الشيخ عجيل الياور ابن اخيه) وكانت حكاياته عن الغزو لاذة ومنعشة. وكان يقول شيخ الربيعين في العراق (مبرد بن سوكي) عن فيصل انه فوق ما يحدّث. وأغرب ما سمعته منه قصة الخنزير الذي اراد ان يقتل اخاه عبد العزيز (والد الشيخ عجيل) وكانا صغيرين فذهب لمعاونته وتخليصه ولكنه وقع معه في مأزق فلم يستطع الخلاص منه ولم يجرأ اخوه ان يساعده.. وذلك انه قبض على ذنبه من جانب فلم يستطع ان يفلته خوفاً منه وصار يدور معه فلم يقدر على النجاة. ثم تمكن عبد العزيز من هذا الخنزير فضربه بطلقة بشتاوه (يقال لها عندنا فرد وهي من نوع بندقية البارود الا انه صغير كالمسدس ولا يحوي الا طلقة واحدة في الأغلب. ويوضع في حزام المرء او في بيت خاص كبيت المسدس بلا فرق).

أما غزواته وأخباره في حروبه فهذه كثيرة جداً. وأهم ما فيها ما ناله منها عناء وجروح وأسر أو هزيمة.
ولسان حاله ينشد:

فأبت الى فهـم ولـم أك آيبـاً

وكم مثلها فارقتها وهي تصفر


ولا يسع المقام الإطالة في هذه. وإلا فانها تشكل سمراً. وكل حكايات شجعان البدو من هذا القبيل ولا تخلو من غرابة ودقة..

وللشيخ المشار اليه اولاد ملؤهم الذكاء والشجاعة والروح العالية منهم مشعان.

21- الحميدي
وهذا ابن فرحان باشا. كان قد درس في مدرسة العشائر في الأستانة. وهو اليوم يتجاوز الخمسين من عمره، مشهور بالصلاح، سلفي العقيدة، ملازم قراءة القرآن الكريم، وصحيح النجاري وكتب الحديث المعتبرة... فهو من الأخيار الطيبين.

وفي سنة 1353ه-1935م صار نائباً. وقد شاهدت له ابناً صغيراً وقد حادثته وسألته عن الأمسح فكان يفسره لي فاستأذنت لشرحه... وفيه روح بدوية، ويؤمل فيه كل خير... وا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عشائر العراق -القبائل البدوية - شمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عشائر العراق - القبائل
» عشائر العراق - القبائل الاسلاميـة
» عشائر العراق - القبائل التنـوخيـة
» عشائر العراق - القبائل العدنانية
» عشائر العراق - القبائل القحطانية - مقدمة عامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصـكــــر :: المنتديات الخاصة :: منتدى القبائل والعشائر-
انتقل الى: