بعد ان نجح بورا في تطبيق اسلوبه ..

تأخرت كثيراً بالكتابة عن مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة كأس القارات وكنت قد كتبت مقالة على هامش استقالة راضي شنيشل من تدريب المنتخب لكنني طلبت من الأخ الزميل إياد الصالحي عدم نشرها لأن المنتخب كان في طريقه الى جنوب إفريقيا .
جميل جداً أن ينشد الفوز ببطولة كأس العالم أو بطولة كأس القارات وأن يضع ذلك هدفاً له يحاول تحقيقه .. إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه هل أن المنتخب العراقي كان مؤهلاً للفوز ببطولة القارات ؟

لو نظرنا إلى استعدادات المنتخب لبطولة بأهمية بطولة كأس القارات لخرجنا بنتيجة واحدة هي أن استعداداتنا المتمثلة بالتعاقد مع المدرب وجمع اللاعبين والمعسكر التدريبي والتقاطعات التي حدثت بين الملاك التدريبي وفترة الإعداد كلها بوادر تشير إلى أن العراق لن يحصد شيئاً من هذه البطولة لسبب واحد بسيط هو أن الإعداد لم يكن بمستوى البطولة مطلقاً .
قرأت معظم ما كتبه الأخوة المعنيون بكرة القدم من مدربين وإعلاميين إضافة إلى تعليقات القراء وجدت فيها حرصاً كبيراً منهم جميعاً وكانوا يتمنون أن يحقق العراق نتيجة أفضل من التي خرج بها من البطولة.
كلنا تمنينا ذلك ولكن طريقة إعداد المنتخب لم تكن توحي بذلك مطلقاً وعلى هذا الأساس كان أمام المدرب طريقان لا ثالث لهما كلاهما مرّ وهما إذا لم تكن مؤهلاً للفوز فعلى أقل تقدير أن تخرج متعادلاً أو خاسراً بأقل عدد من الأهداف وهذا ما كان يهدف إليه بورا .
كنت قد كتبت عموداً عن المدرب – بورا - بعنوان ( لننتظر .. ونرى) خاصة بعد أن تعرض إلى سلسلة من المقالات المعارضة لتعيينه ، ذكرت فيه نبذه عن تاريخ هذا المدرب وانجازاته وإخفاقاته وقلت لنعطيه الفرصة ونرى .
الآن .. بعد أن أخذ المدرب بورا فرصته في بطولة كأس القارات علينا تقييم عمله بموضوعية كاملة بعيدا عن كل الانفعالات الأخرى لأنني أدرك جيداً إننا لم نعد نتحمل الخسارة وخاصة جمهورنا الرائع الذي ما انفك يؤازر المنتخب في كل الأوقات .
قبل أن أعطي الجواب على نجاح أو فشل مهمة بورا أقول : إن المدرب الذكي هو الذي يخضع الخطة لإمكانات لاعبيه بمعنى لا يضع خطة لا يستطيع اللاعبون تنفيذها ، وهذا مبدأ معروف بكرة القدم درسناه قبل نحو خمسين سنة واعتقد أن بورا طبقه بدقة وخرج متعادلاً في مباراتين وخاسراً في مباراة واحدة أمام بطل أوروبا وهو المنتخب الاسباني .
أتذكر عند مشاركتنا الوحيدة في بطولة كأس العالم بالمكسيك عام 1986 تعرض المنتخب إلى انتقادات كثيرة بعد خسارته مبارياته الثلاث أمام باراغواي ( صفر – 1) علماً أن احمد راضي سجل هدفاً في هذه المباراة لم يحتسبه الحكم بحجة انتهاء وقت الشوط الأول وخسرنا أمام بلجيكا ( 1-2) وأحرز هدف العراق اللاعب أحمد راضي أيضاً وخسرنا أمام المكسيك البلد المنظم ( صفر – 1) وكان يشرف على المنتخب الوطني آنذاك مدرب محترف هو البرازيلي ايفرستو.
يجب أن ندرك دائماً أن اللعب في بطولات على مستوى كأس العالم أو بطولة كأس القارات يختلف اختلافاً كلياً عن اللعب في بطولات أخرى كالخليج أو غيرها فإذا كنا لا نستطيع أن نحقق شيئاً في بطولة الخليج أو غيرها فكيف يمكننا الفوز في بطولات أعلى مستوى فيها بكثير ؟
ختاماً أقول : لقد حان الوقت للتعاقد مع مدرب قدير فترة أطول وان نمنحه الوقت الكافي للتدريب لقيادة اللاعبين المؤهلين لتمثيل العراق


مؤيد البدري