من جميل ما قرأت .الطبع يَغلِبُ التطبع .
( العقرب والضفدع ) .
أراد عقربٌ أنْ يعبر النهر، لكنه لم يجد وسيلة تساعده على ذلك، فانتبه ورأى ضفدعًا يقفز بجانب ضفة النهر، فاقترب العقربُ من الضفدع الذي وقف بعيدا حذرًا.
فقال العقرب : أهلا يا أخي العزيز، اقتربْ ولا تخفْ مني أيها الضفدع البطل ، فإنني لا أريد بك شرًا ، بل جئتُ أطلب مساعدتك كي تعبر بي النهر ، وكما ترى أنت الوحيد الذي بإمكانه مساعدتي.
فَرَدَّ الضفدع متوجسًا : وكيف يمكنني أنْ أساعدك؟ .
فقال العقربُ : سوف أركبُ فوقَ ظهرك وتسبح بي كي أعبر النهر.
قال الضفدع : ومن يضمن لي بأنك لن تلدغني؟! ، فأقسم العقرب بأغلظ الأيمان أنه لن يلدغه، عند ذلك قّبِلَ الضفدعُ بمساعدته، إلا أنه حذر العقربَ من مغبة لَدْغِهِ لأنهما سيهلكان معًا غرقًا.
اقترب العقربُ من الضفدع وركِبَ فوقَ ظهره ، فتقدم الضفدع وخاض في الماء وسَبَحَ بمهارة حتى توسط النهر ، وفجأة شعر الضفدعُ بآلام مبرحة تَعُمُّ جميعَ أنحاء جسمه ، فأدرك أنه سم العقرب الذي سَرَى في أوصاله ، وبدأ الضفدع يعاني من سكرات الموت ، وبدأ يغوص في الماء آخذًا معه العقرب ، عند ذلك قال الضفدع للعقرب : يا عدو الله غَدَرْتَ بي ولدغتني فقتلتني ، ولقد حذرتك مسبقا من أنَّ غدرك سيرتد عليك وتكون معي من الهالكين ، فلماذا فعلت فعلتك النكراء هذه وأنت تدري أنه فيها هلاكك؟ .
فَرَدَّ العقربُ نادمًا وهو يغرق : هذا مِنْ طبعي... هذا من طبعي ولا حيلة لي في ذلك .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .
( إنَّ العقربَ لا يَسْكُنُ إلَّا مع العقارب ، لا يأتَمِنْ سواهم فى بيتهم ، ولا يبدو أنه يريد غيرهم ، فإذا جاءكم ذات يوم وقال لكم : إنه توقف عن اللدغ ، من أجل الأخوة والمصالح المشتركة ، فلا تصدقوه ) .